Views: 0
لغتنا الجميلة
في العروض و القافية
في استقلال علم القافية عن علم العروض وان كان هناك رابط كبير بينهما
كثيرا ما أقول
القافية ثم القافية ثم .. القافية
فهي وجه القصيد و المدخل الى القريض
و لا شعر بدون قافية .. كما أنه لا قافية دون روي
و ما دفعني الى كتابة هذا الموضوع .. أنني .. و بصفتي كنت رئيسا لبعض لجان التحكيم و ما زلت في عدد من المجموعات الشعرية .. لاحظت أن كثيرا من الزملاء الشعراء .. كثيرا ما يقعون في أخطاء و عيوب في القافية خاصة فيما يتعلق بحرف الهاء المضمر .. و أن الكثير منهم كان يعتبرها رويا أحيانا .. في الوقت الذي لا يمكن أن تكون فيه كذلك بالمطلق ..
ذلك .. أن لهاء الاضمار قواعدها الخاصة
و لكي تكون هاء الاضمار رويا .. و لا بد للشعراء الناظمين على قواعد الفراهيدي من ملاحظة و معرفة قواعد .. هاء الضمير . فلها قواعدها الخاصة
ففي احدى المجموعات الأدبية التي كنت أتابع فيها و أراجع مشاركات بعض المشاركات .. لفت نظري مرة في مسابقة سجالية أن جميع المشاركات قد وقع أصحابها في عيب القافية .. اذ اعتبر المشاركون هاء الضمير رويا .. في الوقت الذي كانت فيه هذه الهاء وصلا و ليست رويا ..
و سيكون لي بحث خاص بهاء الاضمار .. متى تكون رويا .. و متى تكون وصلا .. ان شاء الله تعالى
و هذا ما دفعني الى تبيان قواعدها التي يجب الالتزام بها .
و قد لفت تظري ايضا و من خلال تقييمي للكثير من المشاركات .. أنني لاحظت أن قلة من الشعراء من يهتم بأمور القافية و حروفها و قواعدها و أوزانها
اذ يعتبر الكثير من الأخوة الشعراء .. و مع احترامي للجميع .. فان البعض يعتبر أنه بمجرد أن يكون وزن البيت صحيحا عروضيا .. كان البيت بمجموعه سليما .
لا أيها السادة ..فالأمر ليس كذلك
فقد يكون البيت سليما عروضيا بالكامل .. الا أن قافيته قد تكون معيبة .. أو ربما لم تكن تخلو من ملاحظة ما .
ذلك أن للقافية قواعدها و أحرفها و أوزانها التي تختلف.. و هي مستقلة في علومها و قواعدها عن أوزان الخليل الى حد ما .. بالرغم من ارتباطها بهذه الأوزان ارتباطا كاملا .. لا انفكاك لها عنه ..
الا أنه يبقى للقافية قواعدها المستقلة و حروفها التي يجب احترامها و أخذها بعين الاعتبار .
أضرب لذلك مثالا :
لا شك أن جميعنا اصبح على علم تام .. بأوزان الفراهيدي و تفعيلاته كاملة .. و سأتي لكم بأمثلة لتبيان أن قواعد القافية تختلف عن قواعد العروض :
لنفترض أن قوافي أبيات قصيدة ما قد انتهت بروي واحد
و لنفترض أن .. حرف الباء .. هنا هو الروي فيها
كقول المتنبي من الطويل :
أعيدو صباحي فهو عند الكواعب
//0/0 //0/0/0 //0/0 //0//0
و ردوا رقادي فهو لحظ الحبائب
//0/0 //0/0/0 //0/0 //0//0
و كقول ابن الرومي .. من الطويل ايضا
طربت و لم تطرب على حسن مطربِ
//0/ //0/0/0 //0/0 //0//0
و كيف التصابي بابن ستين أشيبِ
//0/0 //0/0/0 //0/0 //0//0
لنرى ماذا في قافية هذين البيتين
سنلاحظ فيهما أن .. التفعيلات فيهما تكاد تكون متماثلة أو متطابقة تماما .. خاصة في الشطر الثاني منهما فهما متطابقتان بشكل كامل
فوزن البيتين واحد .. وكلاهما من ثاني الطويل .. وهما سليمتان عروضيا .. و كلا القافيتين رويهما واحد .. هو حرف الباء بالكسر
و قد انتهى البيتان بالتفعيلة
” مفاعلن ”
الا أن السؤال الي يطرح نفسه
هل من الممكن القول أن القافية في كلا البيتين .. واحدة .. بالرغم من تطابق الوزن و التفعيلات فيهما ؟؟
الجواب سيكون بالطبع
لا .
فكلا القافيتين مختلفتان .. بالرغم من استقامة و تماثل الأوزان
أيضا أمثلة أخرى
لو أننا وجدنا القافية في بعض الأبيات كما يلي :
1 – خطوب ….على وزن ..
فعولن //*/*
2 – خطاب ….. أيضا على وزن ..
فعولن //*/*
فلو أننا نظرنا الى هذه القوافي في الأمثلة السابقة ..نرى أنها موزونة فعلا تمشيا مع أوزان أبياتها .. والروي واحد ..
فهل كانت ستستقيم القافية و تكون متوافقة فيما بينها .. بالرغم من سلامة الوزن .
سيكون الجواب .. بالنفي حتما
فقد اختلفت من حيث كونها قافية .. فلا يمكن أن تجتمع في قصيدة واحدة .. و الا كانت القافية معيبة بالرغم من سلامة الوزن .
هكذا اذن فان للقافية قواعدها التي يجب الالتزام بها . وهي غيرها قواعد الفراهيدي .. و ان هي ارتبطت بقواعده بصورة لا انفكاك فيها .
لذا على الشاعر مراعاة أحرف القافية .. و قد تكلمت عنها كثيرا في بحوث سابقة
………..
خالد ع . خبازة
اللاذقية
Discussion about this post