Views: 11
ضادية ابن مرسي
( قصيدة في رثاء النفس)
..
دعي شِعري يفيضُ اليومَ سِحراً
فإني عن قريبٍ سوف أمضي
.
أعيشُ اليومَ بينكمُ غريباً
و أكثرَ غربةً إنْ غابَ نبضي
.
وأرضٍ سوف تحملني إليها
أَكُفُّ الموتِ.. فرداً ..غيرِ أرضي
.
كرهتُ لها سبيلاً، غير أني
لها ماضٍ برغمي حين أقضي
.
أُساكِنُ أهلَها، ما من مغيثٍ
سوى الأعمالِ من نفلٍ وفرضِ
.
ويخبو ضوءُ مِصباحي بأرضٍ
ضَرَبتُ سهولَها طولاً بعرضِ
.
فما نالت يميني غيرَ رزقٍ
يُقَدِّرُهُ الذي بالعدلِ يَقضي
.
سُليمَى: إنَّ للذكرى شجوناً
كما في البرقِ من نورٍ وومضِ
.
وأشرعةً تُحلِّق في خيالي
لها التّحنانُ مهما كان رفضي
.
فإن غَرَبَت شموسي فاذكريني
بقولٍ كاخضرارِ الروضِ غضِّ
.
وصُونِي يا ابنةَ القَمَرَينِ عهداً
قطعنا نكتمُ الأسرارَ، نُفضي
.
يُؤرجحنا الزمانُ فلا نبالي
بما يُبديهِ من رفعٍ وخفضِ
.
هِيَ السِّتونَ تُقبلُ في هدوءٍ
و تنثرُ فُلَّها الغافي بروضي
.
كأنِّي .. بعدما كنتُ اتقاداً ..
رمادٌ من دمٍ حرٍّ ونبضِ
.
أفتش فِيَّ عنِّي لا أراني
سوى بعضٍ تراكم فوق بعضِ
.
وطفلٍ يرتدي ثوبي كبيراً
أُسامِحُهُ وعن أخطاه أُغضي
.
وألبسُ ثوبَهُ فيفيضُ دمعاً
و يملأُ من دموعِ الحُبِّ فيضي
.
وأنزعهُ فأُبصرُني سراباً
وراءَ خيالِهِ سَيري وركضي
.
يؤانس وحشتي فيهِ فؤادٌ
نقيٌ غيرُ مسكونٍ ببُغضِ
.
لعلي يوم ألقى اللهَ فرداً
أُكافَأ بالذي يُجزِي ويُرضِي
جمال مرسي
Discussion about this post