Views: 0
#الصلاة_على_النبي
………………………….
(304)
…………..
*(مثاقفة الأفذاذ)*
……………………………
سألتُ حروفي : أيُّها حرفُ مُدْحتي
فهذا خميسُ الشعرِ حُبَّــاََ لأُسوتي
فشبَّ اشتياقُ الأبجديةِ كلِّها
فحار فؤادُ الشعرِ في ذي القضيةِ
وهذا رفيقُ الدربِ رشَّحَ تاءَهُ
وإنّي عليها اليومَ أُجري قصيدتي
وللتاء ديوانٌ من المدحِ زاخرٌ
يشجعُ مثلي أنْ أضيفَ جديدتي
على تائهُ والتاءُ بنتُ مطيعةٌ
تطيعُ أباها الشعرَ من فرطِ رقّةِ
يطيلونَ فيها ما تعاندُ شاعراََ
تذكَّـرْ هنا ما قيلَ في الفارضية
ومن قبلُ قالَ “الصَّرصريُّ” رفيعةََ
مديحاََ لطه جارياََ في الطريقة “1”
[ألا يا رسولَ اللهِ أنتَ وسيلتي
إلى اللهِ إن ضاقت بما رمتُ حيلتي]
وطالت وقالت ما تقولُ نفيسةٌ
من الشعرِ في هادي الورى بالشريعةِ
عليه صلاةُ اللهِ والأمةِ العلى
ملائكةِ الرحمن خلفَ الأميرةِ
وما ضاقَ عندي القولُ و هو صناعتي
ومدحي لخيرُ الخلقِ بوحُ سريرتي
وخاطبَهُ “السُّبكيُّ” يظهرُ فضلَهُ
وكلُّ مقالٍ ضيقٌ في المُهمَّةِ “2”
[لقد رفعَ الرحمنُ ذكرَكَ فاغتدى
يقارنُ ذكرَ اللهَ عندَ التحيّةِ]
وهل بعدَ هذا من مقامِِ لواصلٍ
لدى ربِّ الأعلى مليكِ الخليقة
وعنديَ تضمينَ هنا من مديحةِِ
“نواجيُّهمْ” قد صاغها كالسبيكة “3”
[وحبُّكَ ديني واعتقـادي ومذهبي
وعِصمةُ توحيدي وأصلُ عقيدتي]
وما عابني التضمينُ لكنَّ مقصدي
مثاقفةُ الافذاذِ طـوعاََ برغبتي
على سيّدي مني الصلاةُ وإننا
شراكة حبٍّ خالدٍ في الحقيقةِ
ومن صُحبتي “الوِتريُّ” أُشربتُ قوله
وقد حسُنت تائِـهُ خيرُ قـولة “4”
[توسَّلتُ يا ربِّي إليكَ بحبِّهِ
لتغفرَ زلّاتي وتقبلَ توبتي]
وكم قالَ هذا في الحبائكُ كلُّها
وخمَّستُ منها سِفرَها باجتهادتي
صلاتي على الممدوحُ فيها لأنه
يخالجُ أنفاسي وينشي سكينتي
ولن أقضي فيه المدح مهما نظمته
ولم يقضه غيري لتدري قريحتي
ولو شئت تطويلاََ فذاكم بحوزتي
وعندي من الأفذاذ كل جميلة
أثاقفهم فيها وأجبي جمالهم
إلى عصرنا المشغول عنهم بريبة
يرى انهم ماتوا وفات زمانهم
كأن له بالوهم سرمد عيشة
وعذري إليهم أنني قد جمعتهم
بضيقة هذا الشعر جمع الضرورة
فتاءاتهم قالت كثيراََ موسعاََ
ومدح رسول الله فوق المجرة
فما وصلوا قبلي وأنى لشاعر
معارج يرقاها إليه بحيلة
عليه صلاة الله وهي مديحة
أتانا بها القرآن أول مرة
وإن خلتها الكبرى فإني لصادق
فما كذب القرآن غير المشتت
مسيلمة الكذاب قائد جمعه
وأفلس هذا من صلاة ورحمة
فصلوا على طه النبي فإنه
أطاب لنا الأشعارَ ذكراََ لطيبة
فكم شاقنا فيها المقامُ بقربِهِ
قياماََ سجوداََ مسعدين بروضة
ولكن نأي الدار يؤذي مُحبَّهُ
فيصبحَ منه الشعرُ طيرَ المحبَّةِ
إذا قالهُ المشتاقُ صفَّ جناحه
ليمضي إليه ثمَّ صلَّى بلهفةِ
عليه صلاتي في الصباحات والمسا
وفي كلِّ وقت قدرُهُ بالدقيقة
صلاةُ محبٍّ ما يني في اشتياقه
على المنهج الميمون نهج الأحبة
…………………………………………
“1” جمال الدين يحيى بن يوسف بن يحيى البغدادي الصرصري (588 – 656 هج).
“2” تقي الدين على بن عبدالكافي بن علي السبكي القاهري (683 – 783) .
“3” شمس الدين محمد بن الحسن بن علي النواجي القاهري ( 788- 859) .
“4” مجد الدين محمد بن أبي بكر بن رشيد الوتري البغدادي ( ؟ – 662).
……………………….
= الخميس – ليلة الجمعة :
19/ذي القعدة/1444.
………………………………………..
Discussion about this post