Views: 1
..بالّلاهُوتِ والمَدَدِ ..
أنسَلُّ مِن عَتمةِ الضَّوضاءِ في خَلَدي
وأَرتقي النُّورَ مِعراجاً بلا أَوَدِ
وأصلب الرِّيحَ في ميناءِ قافيتي
ويصبح البوحُ جمراً غيرَ مبتردِ
فيهمس الحرفُ مثقالاً على قَدَرٍ
وَيُولَدُ الشِّعرُ في روحي وفِي جسدي
وأركب الفُلكَ أمضي دونَ أشرعةٍ
في هدأةِ الّليل والأمواجُ في بَدَدِ
وأحسب الشِّعرَ مِن ناموسِ خاطرتي
إذا توضّأَ صلَّى غيرَ مبتعدِ
قد أستدير لعزفِ البحرِ ملتقطاً
ملامحَ النّأي والأسفار والجلَدِ
في موكب الماءِ أحلامٌ مؤجلّةٌ
حيرَى التّقهقرِ للشّطآنِ كالزَّبَدِ
ضجَّ المسيرُ بِلُغزٍ دونَ أجوبةٍ
فأصبحَت به غرقَى رغمَ مُجتَهِدِ
هنا وقفتُ على الأطلالِ أسألها
ماذا جنيتُ لألقى الرَّدمَ في رَصَدِ
تكافأ الجَمرُ والصّلصالُ في شفتي
فصرتُ أبكمَ كالفخّارِ للأمَدِ
نِعمَ القصيدةُ وَحيٌ دونَ مَوعدِهِ
حرفٌ تَعمَّدَ بالّلاهُوتِ والمَددِ
أُمِّي القصيدةُ والتّحنانُ يَسكنها
أشكو إليها ولا أشكو إلى أَحدِ
ولو تَبَنَّى حُروفي ألفُ مُرضِعَةٍ
ماكنتُ أفقدَ حُبَّ الأُمِّ للولَدِ
مَن يَسلكِ الوعرَ قد تكبُو به قدمٌ
ويأمن الدَّربَ مَن يمضي على جَدَدِ
حسين صالح ملحم
Discussion about this post