Views: 0
تداولت بعض المحطَّات الفضائيَّة صورة فيديو لرجل مغربيٍّ يبلغ من العمر ستِّين عامًا وقد
سَمَل (فقَأ)عيْنيْ حمارٍ داشرٍ بدعوى أنَّ الحمار اعتدى على المحصول في أرضه، وأكل منه،
فكانت هذه الأبيات عفو الخاطر:
شَـلَّـتْ يَـداك وأُعـمِــيَــتْ عَـيْــنـاكـا مَـن ذا الَّـذي بـالـشَّـرِّ قــد أغـــواكــا
يـا أيُّـهـا الـمَـأفـونُ مـا هـــذا الَّــذي أحــــدَثْــــتَــه ونـــثَــرتَــه أشْـــواكــا
وكأنَّ جِـيـنـتَـك الأذى فـي طـبـعِـها ومـن الأذى حِـيـكَـتْ فـــنـونُ أذاكـا
لـمْ يشفعِ العُـمرُ الطَّـويـلُ لـنـاقـصٍ لـمْ يَـرعَ لـلـعُـمـرِ الـطَّـويـلِ شِـراكـا
إنْ كنتَ لمْ تُدرِكْ عواقبَ ما جرى فــمَـتى تُـفــيــقُ وتُـحـسِـن الإدراكـا؟
أعَـمَـدْتَ لـلحَـيَـوان تَـسـمُل عـيْـنَه يـا أيُّـهـا (الـحَــيَــوانُ) مـا أقــسـاكـا!
أفـقَـدتَـه الإبْـصـارَ دون بَـصــيـرةٍ لا بُــورِكَـتْ فـي فِــعْــلِـهـا يُـمـنـاكـا
وكأنَّـك الـوَحــشُ الَّـذي بـهِــيـاجـهِ يُـفـني الخـصومَ تـصارُعًـا وعِـراكـا
أوَلَـسـتَ تخـشـى مِـن إلــهٍ عــادلٍ وبـمِـثْــل مــا أعـمَــيْـتَـه أعــمــاكــا؟
مـا ذنْـبُـهُ إن كـان يَـنــشُـد رِزْقَــهُ أوَمـا ضـمـيـرٌ فـي الحـشـا يـنـهـاكـا؟
لـيس الحمارُ مَنِ اعـتدى في أكْلِـهِ مـا كـان مـن جِـنـسِ الحـميـرِ سِواكا
لـو كـان لـلإنـصـافِ أيُّ مَـنـازعٍ لـتَـعَـمَّـدوكَ وصـادَروا الأمــــلاكـا
ولَــورَّثــوهـا لـلـحِـــمـارِ تَـحِـلَّــةً حـتَّى تَـكُـفَّ عـن الـضَّـعـيــفِ أذاكَ
محمد عصام علُّوش
27/ذو القعدة/1444هـ
16/حزيران/2023م
Discussion about this post