Views: 3
غَنَّتْ على لحْنِ الخلودِ كمنجةُ
و كأنَّها في شَجْوِها إنسانُ
عَزْفٌ على وَتَرِ القلوبِ غِناؤُهُ
يهْتَزُّ جَذْلانًا له الوِجْدانُ
و تراقَصَتْ كُلُّ الدنا كفَراشَةٍ
هذي الرُّبى و الزَّهْرُ و الرَّيْحانُ
و القلْبُ يَهْتِفُ في انْتشاءٍ جامِحٍ
يا ليتَ كُلَّ زمانِنا ألْحانُ
لغِنائها أصْغيتُ مِلْءَ مَسامِعي
زَمَني و كلُّ عوالمي آذانُ
يا آلةَ اللَّحْنِ الجميلِ تَرَفَّقي
مِنْ وقْعِ سِحْرِكِ هدَّني التَّحْنانُ
هيَّجْتِ في النَّفْسِ العميقةِ أبْحُرًا
لمشاعِرٍ ليْستْ لها شطآن
يزْدادُ للزَّمَنِ البعيدِ تَشَوُّقي
يحيا الذي إغْتالَهُ النِّسْيانُ
و الذِّكْرَياتُ كَبَذْرَةٍ مدْفونَةٍ
تنْمو بماءٍ حَوْلَها و تُصانُ
و يَحِلُّ بعْدَ الإبْتِسامِ تَجَهُّمي
و تَحِلُّ بَعْدَ تَشَوُّقي الأحزانُ
هلْ تَعرفينَ شموسَ مُلْكِ جدودِنا
مَنْ كانَ في الدنيا لَهُمْ سُلْطانُ
فالحُسْنُ و الإبداعُ مِنَّا نَبْعُه
و حياتُنا كانتْ لها ألوانُ
و الدَّهْرُ خلَّد للورى أسطورَةً
أَرْسى بِناها في الدُّنا الإيمانُ
و اليومَ لا يَخْفى عظيمَ تَألُّمي
بعْدَ الكَرامَةِ خَيَّمَ الخْذْلانُ
جودي بعَذْبِ اللَّحْنِ لا تَتَوقَّفي
لَسْتِ التي في ذي الأُمورِ تُدانُ
حتَّى و إنْ أبْصَرْتِ ماءَ مَدامِعي
جادَتْ بها مِنْ حُزْنِيَ الأجفانُ
هلْ تَشْعُرينَ صديقَتي بِتوَجُّعي
أوْ بالذي أَضْحى لنا إِدْمانُ
مَنْ قامَ يَبْني مِنْ غِنائِكِ مُلْكَهُ
أمْ قَدْ أصابَ خواطري الهَذَيانُ
هلْ أنْتِ مِثْلي تَمْلُكينَ مَشاعِرًا
كيفَ الشعورُ و أَصْلُكِ العِيدانُ
محمد زهاق
Discussion about this post