Views: 1
–ذكرى وشوق–
شوقٌ يَقُضُّ مضاجِعَ المشتاقِ
وحنينُ قلبِ مُعَذَّبٍ توَّاقِ
لِلقاءِ أرضِ الخيرِ ، مَنبَتِ أحمدٍ
خيرِ الورى ، ومنابِعِ الإشراقِ
مازلتُ أذكرُ ذلكَ النُّورَ الَّذي
عمَّ الوجودَ ، أضاءَ في الآفاقِ
كم كانَ عهدًا رائعًا ، حلَّقتُ في
عَلْيائِهِ ؛ بضيافةِ الخَلَّاقِ
في أكرمِ الأرضينَ حيثُ مرابعٌ
شَهِدَتْ وِلادَةَ كاملِ الأخلاقِ
ومقامُ إبراهيمَ ؛ إذ يُحيي بِنا
ذكرى الفداءِ ، وقوَّةَ الميثاقِ
في مكّةَ الغرَّاءِ ، كم كان الورى
يتوافدون ، بسائرِ الأعراقِ
ومناسكٌ ؛ مازال فوحُ عبيرِها
في القلبِ ؛ يُذكي شعلةَ الأشواقِ
فالطَّائفون مِنَ الحجيج كأنَّهم
أمواهُ نهرِ مَحَبَّةٍ رقراقِ
مُتجرِّدينَ مِنَ المظاهِرِ والهوى
وأحبَّةٍ ، وأقارِب ، ورفاقِ
يتدافعونَ وقد عَلَتْ أصواتُهم
يرجونَ عفوَ مُحَرِّرِ الأعناقِ
سعيٌ ، وتلبيَة ، وقلبٌ خاشعٌ
ودعاءُ مضطَّرٍ منَ الأعماقِ
مازال تكبيرُ الحجيجِ بِمسمعي
يسري ، وللأرواحِ أنجعَ راقِ
ومياهُ زمزمَ نعمة ُ الله الَّتي
تروي الحجيجَ بنبعها الدَّفَّاقِ
فيها حياةٌ من ْ ربيعٍ دائمٍ
يُحيي موات القلبِ ، نعمَ السَّاقي
كم حلَّ في عرفات قلبٌ نادمٌ
قد ناء بالآثامِ كالمنساقِ
لم يُمْسِ إلَّا والنَّقاءُ رفيقُهُ
ولهُ منَ الغفرانِ خيرُ خَلاقِ
إبليسُ مدحورًا ؛ يبوءُ بِخَيبَةٍ
خَذلانَ في خزيٍ ، وفي إخفاقِ
في النَّفسِ يعتملُ الحنينُ لعودةٍ
والدَّمعُ ملءُ القلبِ والآماقِ
لمدينةِ المختارِ ؛ جاءَ مهاجرًا
فاستقبلته بفرحةٍ وعناقِ
هذا الحنينُ يُلحُّ إن مرَّت بنا
ذكرى لطيبةَ بعدَ طولِ فراقِ
صلَّى الإلهُ على النبيِّ المصطفى
بتمام ِ بدرٍ ، أو بلوغ ِمحاقِ
القلبُ يهفو ، يستجيرُ ، ويرتجي
منْ خالقِ الأكوانِ عودَ وِفاقِ
يا ربُّ لا تحرِمْ عبادك عودةً
وفريضةً ، ما دام بيتُكَ باقِ
بقلمي //ِعزيزة طرابلسي
دمشق ٢ / ٧ / ٢٠٢٢
Discussion about this post