Views: 0
الطّوبى لمن كان هكذا
—
طوباهُ مَنْ ذئبَ رَداهُ قهَرْ
ورِجلُهُ داست أفاعيْ الحُفَرْ
ما لانَ يومًا ما انحنى ظَهْرُهُ
وصوتُهُ كالرّعدِ فيهِ هدَرْ
على مَناخسَ أبى مِشيةً
وموجَ طوفانِ الرّزايا كسَرْ
وإنْ غزتُهُ عتْمةٌ لمْ يخَفْ
وراحَ صوبَهُ يجرُّ القمرْ
ونحو ما قد شاءَهُ سارَ لمْ
يقنطْ ولا خافَ اصّطخابَ المطرْ
جرى حصانُهُ يرومُ المُنى
لمْ ينهزمْ ولا بشيءٍ عثَرْ
وغادرَ القحطَ إلى خِصبِهِ
فازدادَ في كرْمِ رؤاهُ الثّمرْ
طوباهُ هزَّ صدرَ ما هزَّهُ
ودهرُهُ بما أتاهُ انبهرْ
وعادَ للدُّنيا بلا خيبةٍ
يعيشُها وقد أماتَ الضّجَرْ
تضمُّهُ قائلةً : لا تمُتْ
وابتغِ في عرسي دوامَ السّهرْ
فمن أتاني زارعًا قمحَهُ
ذاقَ رغيفًا ساخنًا وازدهَرْ
—
القس جوزيف إيليا
١٨ / ٦ / ٢٠٢٣
Discussion about this post