Views: 0
** حقوق الجار **
يا منْ رضيتَ بهديِ ربِّكَ شِرْعةً
وتحبُّ أن تحظى بعقبى الدّارِ
اعملْ بم وصّاكَ خيرُ معلِّمٍ
واحْفَظْ حقوقاً شُرِّعَتْ للجارِ
أحسِنْ إليهِ وعُدْهُ إنْ نزلتْ به
بلْوى وكنْ من أوَّلِ الزُّوارِ
وابذُلْ له نُصْحَ الأخوَّةِ دائماً
واحفظْ لما يفضي منَ الأسرارِ
شاركْه في الأفراح واكسبْ ودَّهُ
واعزِفْ إذا غنّى على الأوتارِ
واشكُرْ له حُسنَ الصَّنيع تودُّداً
واصفحْ تكنْ من صفوةِ الْأخيارِ
بادرْهُ دوماً بالتَّحيةِ باسماً
وانظُرْ إليه بنظرة الإكبارِ
واجعلْ مودَّتكَ الكبيرة شيمةً
تخلو مِنَ الأطماعٍ والْأوطارِ
وإذا اسْتعانَكَ في الشَّدائد كُنْ له
من خيرة الأصحابِ والأنْصارِ
لا تمنعنَّ الرّيحَ عنه بشاهقٍ
لا تحجبنَّ الشمسَ بالأسوار
واعملْ بما يُرضي الإله وكنْ له
سمْحاً كريماً مِثلَ نهرٍ جارِ
فالنَّهرُ يسقي كلَّ من بجوارهِ
ويفيضُ خيراً دونَما مِعيارِ
لو آمنتْ كلُّ الشُّعوبِ بربِّها
حقّاً لسادَ الحبُّ في الأقطارِ
ولما اعتدى أحدٌ على جيرانِه
ولما استبيحَ الحقُّ في اسْتهتار
فالظُّلْمُ لا يُرضي كريماً عاقلاً
مهما التمستَ له من الأعذارٍ
( الجارُ قبْلَ الدّارِ ) من أمثالنا
لا تخدعنَّكَ صنعَةُ المعمارِ
والعيشً يحلو في جوار من اتَّقى
والمقْتُ عيشُ مجاورِ الأشرارِ
^^^ علي سجيع بيطار
Discussion about this post