Views: 1
الزاحفون نحو السراب
على قَدْرِ أهلِ الظُّلْمِ تأتي المَآتِمُ
وتأتي على قَدْرِ اللِئامِ الشَّتائمُ
ويأتي على قَدْرِ الشُّجاعِ طُموحُهُ
وتأتي على قَدْرِ الجَبانِ الهَزائمُ
على قَدْرِ أهلِ الشّرِّ تُبلى بصائرٌ
وتأتي على قَدْرِ النِّزالِ الخَواتِمُ
فَيا أمَّةَ الأعرابِ ويلٌ لِعَزمِكُمْ
إذا حَمِيَتْ نارٌ تَخُرُّ العزائِمُ
جُيوشٌ بِلا حربٍ عَلامَ نَفيرُها
لِشعبٍ بِلا ذَنْبٍ تُبيدُ الضَّراعمُ
ينادي المُنادي في الجموعِ مُفاخراً
لنا في عيونِ النائحاتِ مَلاحمُ
فَتَبّاً لكمْ أينَ المَلاذُ لأُمَّةٍ
تُساقُ بِلا رِفْقٍ تُهانُ الكرائمُ
هَنيئاً لكمْ بالسُّحْتِ يا مَعْشرَ الزِّنا
هَنيئاً فَأموالُ الشُّعوبِ غَنائمُ
لنا في بِلادِ الغربِ كمْ مِنْ مُهاجِرٍ
فَهلْ منْ مُغيثٍ أهلُنا اليومَ هائمُ
وكمْ منْ صُروحٍ لِلنِّفاقِ أساسُها
دِماءُ الثَّكالى غَرْسُها والجَّماجِمُ
يُسائلُني في الجودِ والبخلُ ثَوبُهُ
يُسائلُني في العدلِ والجورُ قائمُ
يُنادي إلى حُرِّيّةِ الشعبِ جاهراً
وَكمْ في قُيودِ الغدرِ تُدْمى المَعاصِمُ
فهذي بلادُ الوَحيِ والأنبياءِ في
مَهَبِّ رياحِ السّاحرينَ طَلاسِم
فماذا عسانا أنْ نقولَ لسائلٍ
جُذورٌ تلاشتْ أينَ أينَ البراعمُ
كَلَحمٍ على الأكتافِ أمستْ وَليمةً
لكلِّ لَقيطٍ أو دَعِيٍّ يُزاحمُ
وَأمستْ خُيولُ العزِّ دونَ فوارسٍ
وَكَلَّتْ على فَرطِ السُّباتِ الصَّوارمُ
ترى القومَ في الأَكْلاءِ دونَ مَراتعٍ
بناتُ شُعيبٍ ما لهنَّ قَواسمُ
نَلوذُ إلى الأحواضِ لِلوِردِ سَعْيُنا
وليسَ لنا إلاّ السّرابَ نُداهمُ
خَلَعْنا ثيابَ الأكرَمينَ تخاذلاً
سَلَكْنا طريقاً للمعالي يُخاصمُ
بَنَينا قُصوراً مِنْ رمالٍ لِمَجدِنا
هوى المجدُ والبنيانُ بالكذبِ قائمُ
فناموا على أنقاضِ مُلْكٍ مُشَتَّتٍ
لأنَّ خنوعًا للقلوبِ يُقاسمُ
Discussion about this post