Views: 0
للهِ دَرُّكَ
——–
▪︎يُقال في الدُّعاء للإنسان: للهِ دَرُّكَ، مَعناه كَثُر خَيرك، وأصل الدَّرِّ اللبن، وجَميع خَير العَرب في اللَّبن.
▪︎وقد جاء في معاجم اللغة العربية:
• للهِ دَرُّكَ: أي للهِ مَا خَرَجَ مِنْكَ مِنْ خَيْرٍ وَعَطَاءٍ.
• قَولهم: للَّهِ دَرُّ فُلانٍ دُعاء لَهُ وَقيل مَعناهُ: جَعل اللهُ أعمالهُ في الأَعمالِ الحَسنةِ التي يرضاها الله.
▪︎وَمعناها التَّعجُّبُ، رَوى ابنُ جنِّي عَن أَبي عَلِيٍّ أَن مَعنى قَولهُم: للهِ دَرُّكَ أي للهِ ما ظَهرَ مِن فِعلِكَ.
▪︎وقال الشريشيُّ في “شرح مقامات الحريري”:
الدَّرُّ: أصلُهُ اللَّبَنُ، وكأنَّهُ سُمِّيَ بحكايةِ صوتِهِ عندَ الحَلبِ.
و«للهِ»: أصلُهُ القَسَمُ، ولا تدخُلُ اللاَّمُ في القَسَمِ إلاَّ علَى اسمِ اللهِ تعالَى، والتَّعجُّبُ مَعَها لازِمٌ. فإذا قالَ الذي يسمَعُ صَوتَ الحَلْبِ لصاحِبِ النَّاقةِ: «للهِ دَرُّك»؛ فكأنَّه قالَ: واللهِ إنَّ دَرَّكَ هذا لكثيرٌ. ثُمَّ استُعيرَ للفصيحِ في كلامِهِ، ولِكُلِّ مَن أحسنَ في شيءٍ، فكأنَّهُ قيلَ: ما أحسنَ ما جئتَ بِهِ.
– وقيلَ: معناهُ: للهِ اللَّبنُ الَّذي شربْتَهُ مِنْ أُمِّك.
▪︎وجاء في المخصص لابن سيده المرسي (ج 181/7) وقولهم: للهِ دَرُّكَ، أي للهِ صالح عَملك؛ لأن الدّر أفضل ما يُحتلب، وقيل: أصلهُ أنّ رجلاً رأى آخر يحلب إبلًا ؛ فتعجب من كثرة لبنها، فقال: للهِ دَرُّك !.
▪︎وقال المُفضل بن سلمة في كتاب الفاخر:
وقولهم: للهِ دَرُّك، قال الأصمعي وغيره: أصل ذلك أنّه كان إذا حُمِدَ فعلُ الرجل وما يجيء منه، قيل له: للهِ دَرُّكَ أي ما يجيء منك بمنزلة درِّ الناقة والشاة، ثم كثر في كلامهم حتى جَعلوه لكل ما يتعجب مِنه.
▪︎ووردت العبارة في كثير من أشعار العرب ومنها:
• قول عنترة بن شداد:
ألا للهِ دَرُّكَ من شُجاعِ
تذلُّ لهولهِ أُسْدُ البقاعِ
• ولأبي الفضل بن الأحنف:
يا دارُ إِنَّ غَزالاً فيكِ بَرَّحَ بي
لِلَّهِ دَرُّكِ ما تَحوينَ يا دارُ
——–
“من عدة مراجع بتصرف”
Discussion about this post