Views: 0
حوار
“في مجلة “كالينا-
الصادرة في العراق مع الاستاذة أ. نيران باقر ..
تمنياتي لهذه المجلة وكل القيمين عليها بدوام التوفيق والتألق وللاستاذة نيران باقر “المنسق العام” والاستاذة أمال علي المحبة والشكر والتقدير
اتمنى أن يروق لكم أحبّتي
(وعذرا على الاطالة عليّ ان أردّ بدقة) .. 🧡 🌺 💗…………..
س١/ الشاعرة حياة قالوش قرّبي القارىء منك بعض الشىء ليعرفك اكثر.
ج )
في بلدة ٍ تقع على الحدود اللبنانية الجنوبية ،تصحو كلّ صباح على هدوء مطرّز بزقزقة العصافير، وشغف الورد للندى ، وتغفو كلّ مساء على صوت مئذنة وجرس ..في هذه الأرض الطيبة -يارون -وُلدتُ .تغمرني رقّةالطبيعة وجمالها ونضارتها والتخالط النقي بين أهلها بعيدًا عن كيف لماذا أين متى ؟!
ونشأتُ في واحة من الطمأنينة والسعادة في بيت عريق أمدّني بالحبّ والدفء ورغد عيش هني.. يعشق الشّعر والعلم والأدب والمعرفة ويطلبها لو في الصين .. فأرسلني والدي الى بيروت للدراسة في مدرسة سيدة السلام للراهبات الشويريات وتابعت ُ فيها من الصف السابع ابتدائي “السرتفيكا “حتى البكالوريا
واتممت السنة الاخيرة “الفلسفة” في زحلة لعدم وجود فرع في بيروت ..وتخصصتُ في مادة الفيزياء في المركز العالي للدروس والأبحاث في الرياضيات والفيزياء في بيروت التابع لجامعة ليون- فرنسا
Centre d études supérieures de mathématiques et physiques – Beyrouth
ونلت الشهادة الجامعية 3ème cycle بعد الزواج ..
أدرّسُ الفيزياء في الصفوف الثانويّة في مدرسة الحكمة الأشرفية -بيروت -وغيرها من الثانويات الرسميّة
ما كُنت ُ مُذ كُنتُ إلاّ عاشقة الحرف -الى جانب اختصاصي في الفيزياء- فهو شغفي الجميل سواء الشِّعر العمودي والتّفعيلة أم النثر ولي ديوانان شِعر ١- ” لاءاتُ جسد”
٢- “ليتني لي “يُعاد طبعه (نسخة ثانية )
٣- ديوان ثالث تحت الطبع
س٢/ ما دور الحركة الشعرية العامة والنسوية خاصة في لبنان ؟
ج) ما قبل الحرب كانت بيروت الستينات وأوائل السبعينات من القرن الفائت تستقطب الشّعر والشعراء العرب من المحيط إلى الخليج، فلا يمكنُ للشاعر وقتها أن يُعرف اسمه إلاّ اذا مرّ بها .
أرى اليوم أنّ الحركة الشعرية هي في سعي للبقاء ،وهذا لا بأس به ، لو أنها انحسرت في عدد قليل من المبادرات الشخصية والمنتديات الخاصة، فحين يكون همُّكَ لقمة العيش لاولادك بعدما تبعثرت اموالك لن يبقى للكتاب الأولوية .. وبالمقابل هناك بعض المنتديات والمنابر الثقافية التي ويا للأسف همّها التعويم لمَن لا يستحقّ دعايات وإعلانات ووساطات يكثر فيها الغنج والاستعراضات باسم الأدب والثقافة والشعر ويكثرُ المصفقون باسم الصوت والصورة مما يؤدي الى تسميم الذائقة الشعرية بينما الجيدون يبعدون يبحثون عن أماكن لائقة.. فالشعرية لا تخصّب إلا في رحم الموهبة المدعومة بالمعرفة وهذا ايضا ضمن الحركة الشعرية النسوية في لبنان .
س٣/ باعتقادك الشعر بشقيه العمودي والنثر ؟ ايهما له جمهور اكثر ؟
ج) ليس للشعر شقّان، هناك شعر وهناك نثر ولكلٍّ جماله ومكانته إذا جاء مكتملًا . فلماذا تحت غطاء معين أريد أن آخذ من حق هذا الى حساب ذاك او العكس ؟
النثر الجيّد مثل الشعر الجيّد إنّ وسائل التواصل الاجتماعي فسحت المجال لكلّ شخص بالتعبير عن رأيه ،وهذا جميل طبعا، لذا نرى النثر أكثر انتشارا لأنه في متناول الأكثرية ،ولكن هذا ليس معيارًا لترجيح جمهور النثر على جمهور الشعر، فالشعر صعب وكما قال “الحطيطة :-
فَالشِعرُ صَعبٌ وَطَويلٌ سُلَّمُه
إِذا اِرتَقى فيهِ الَّذي لا يَعلَمُه
زَلَّت بِهِ إِلى الحَضيضِ قَدَمُه
وهذا لا يقلل من قيمة النثر
س٤/ ماهي علاقة الفيزياء بالشعر؟ وكيف تمتزج المكونات فيزيائيا لتكون الشعر .
ج) Physique La الفيزياء هو العلم الذي يُعنى بقوانين ومركّبات الطبيعة الأساسية، ابتداءً من التركيبة الميكروسكوبية للمادة وصولاً إلى مبنى الكون .الشعر يرى الأشياء في الطبيعة وما خلفها بتفاعل روحي فتخرج انفعالاته الى الوجود بقصائد تحاكي الروح محمّلة بالصور والخيال اذن كلاهما يراقب ويعانق الكون، وكلاهما يرتد إلى واقع واحد. ولشدة ظهور هذه التماثلات نسأل: هل تقوم الفيزياء الحديثة اليوم باكتشاف ما توصل إليه الشعر في الأمس؟
فثمة شبكة من العلاقات الكونية القائمة على التبادل بين جزيئات الكون، والإنسان جزء بسيط في هذا التدفق الأبدي للطاقة.
وهنا أودّ ان أشير الى نقطة مهمة لقد قرأتُ في مقالة لأحمد فرحات، على موقع “مؤسسة الفكر العربي”: قال
إلى جانب الشعر، قراءةً وكتابةً، نقداً وتنظيراً، كان سعيد عقل مأخوذاً بالفيزيائيّين وعُلماء الفلك، ويعتبرهم شعراء في الصميم، وإنْ بأدواتٍ مُختلفة ولغة مُختلفة .
س٥/ حصادك من الجوائز والتكريمات ماذا أضاف لك وأهمها ماذا كان.
ج ) أنا لست من الذين يركضون لحصاد الجوائز والتكريمات ولا أسعى اليها مع أنّي مع ابي العلاء المعري حين قال :
فَقُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً · حَفِظتَ شَيئاً وَغابَت عَنكَ أَشياءُ
أنا أكتبُ بمحبة بشغف، الشعر للشعر ولا الهدف الظهور .المشكلة الأكبر أن اغلب منابرنا الثقافية أصبح كما قال احدهم يعتليها زعيط ومعيط .واحيانا نرى القيمين عليها ابعد الناس عن الشعر لذا نادرا ما ألبّي الطلبات هنا وهناك لا تهمني إلّا في أمسيات شعرية خاصة مع شعراء كبار افتخر بهم .
فالانتشار العبثي لا يؤدي الى شيء، حين ينتهي ينتهي صداه .
التكريم الحقيقي الذي أفتخرُ به حين كُنتُ في صف البكالوريا وأقيمت مسابقة ادبية بين ٤٢ مدرسة في بيروت نظمتها ثانوية مار انطونيوس كفرشيما بشخص رئيس دير وثانوية مار انطونيوس الاب الياس رحال فزتُ بالجائزة الاولى، فكُرّمتُ من قبل وزارة التربية في بلدة كفرشيما امام قدس الاب العام للرهبنة الشويرية ورئيس عام الجمعية البوليسية ونائب بيروت معالي انطوان بك صحناوي وحشد كبير من اهالي المنطقة واساتذتي وراهباتي من مدرسة سيدة السلام للراهبات الشويريات .
س٦/ ما رايك بالرواية ؟ وهل انت قريبة منها ام بعيدة ومن هم اشهر الروائيين في لبنان .
ج ) الرواية هي سلسلة من الأحداث تُسرد بسرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية أو واقعية وأحداثاً على شكل قصة متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث عندي المقومات التي تجعلني اكتب الرواية ،لكنّ ذلك يتطلب وقت وتركيز وتفرغ وللاسف الوقت غير متوفر ولأني بعيدة لذا لن ادخل باسماء .
س٧/ كيف تسجلين مؤشرات علاقة الشاعر بالناقد الأدبي .وهل هناك بعضا من التوتر بينهما.
ج) الشعر والنقد قرينان متلازمان، وبدأت علاقتهما منذ تفجّر الشعر على الألسنة، وإذا كان الشعر بدأ ناضجاً أو قريباً من النضج فإن النقد احتاج بعده إلى قرون لينضج ويكتمل ولعله لم يكتمل بعد! وفي العصور المتقدمة جداً كان الشعراء هم النقاد.
كما كان يفعل أصحاب الحوليات. إذْ يظل النص بين يدي الشاعر منهم فترة طويلة يخضعه فيها للنقد الذاتي، فيحذف بيتًا ويضيف آخر، أو يبدّل لفظة بغيرها، أو يصلح خطأً لغويًا أو عروضيًا، وما إلى ذلك. وكل هذا يُعدّ عملاً نقديًا.
النقد ليس موهبة كالشعر، بل هو علم قائم بذاته يُتعلّم ويُكتسب، تصقله الخبرة والاطلاع، ويوجهه الذوق والعقل والمعرفة والثقافة والخبرة.
وعلاقة الناقد بالشاعر كانت تتسم بالتوتر في اماكن ما . فحين انتُقد الفرزدق على قوله:
وعضُّ زمانٍ يا ابن مروان لم يَدَعْ
من المال إلا مُسْحَتا أو مجلّفُ
فسئل عن سبب رفعه آخر البيت. شتم الفرزدق السائل وقال: «عليّ أن أقول وعليكم أن تحتجّوا»
س٨/ متى تكتبين الشعر وهل للفرح وجود لصناعته ام للحزن ام كيف ؟
ج) ليس عندي طقوس خاصة لكتابة الشعر . أكتبهُ في أيّ وقت وفي أي مكان يناديني .. بصمتي بالسيارة انا وامشي ، أنا واتحدث ياتي كبارقة .. الحزن الشديد عندي صامت دموع..
الفرح الشديد حروف في الهواء
وبعد ذلك الكل يتحول الى حروف على الورق
وإذا طلب مني ان أكتب أفعل ولكن بحذر وقليلا ما أكون راضية على نفسي
س٩ / كيف تعبر الشاعرة حياة عن الحداثة في الشعر وماهو مفهوم الشعر قديما عندها مقارنة بالحاضر ؟
ج) قد شهدت القصيدة العربية مع مطلع العصر الحديث بفعل حركة الإحياء الشعري مستويات من التجديد سواء على مستوى الشكل والإيقاع الموسيقي، أو على مستوى حداثة المضامين ورمزيتها في النص الشعري.
فيما يتعلق بالشكل الخاص بالشعر العربي وخاصة الإيقاع؛ حيث يعدّ من أبرز مظاهر التجديد في القصيدة العربية من حيث الشكل؛ وذلك بسبب خروج القصيدة عن إطار البيت والقافية الواحدة.وأيضًا يشكّل الإيقاع في القصيدة العربية أمرًا مهمًّا، فالألفاظ لا تنحصر قيمتها في مدلولاتها فقط، ولكنها تتميز بحضور ذاتي من خلال أبيات القصيدة.أما من حيث ا المضمون يُمكن تحديد مظاهر الحداثة فيما يتعلق بمضمون الشعر العربي والبنية اللغوية التي أصبحت تعتمد البساطة في الألفاظ، فهي في الغالب مبنية على تفاصيل الحياة المختلفة مثل الأفراح والأحزان والأحداث الاجتماعية وغيرها من أمور الحياة.فضلًا عن أنها أصبحت تحمل بعضًا من الغموض والرمزية، كما ألغت الحداثة جميع الحدود بين الأجناس الأدبية التي لطالما فصلت بينها الكثير من الحدود في الشعر التقليدي
س١٠/ قصيدة من اختيارك لتكون بصمة جميلة لهذا الحوار وكلمة لمتابعيك في العالم العربي .
ج) قصيدة ” أعانق العود” تعني لي كثيرا لأنّها شدّت شاعرًا عملاقًا مخضرما المرحوم الشاعر السوري شوقي بغدادي حين صدفة قرأها على صفحة الفيسبوك قال :”:
قصيدةٌ تمنّيتُ أن أكتب مثلها أيّتها الشاعرةُ التي فاجأتني بحضورِها… حياة قالوش.
(شوقي بغدادي)
اما لأصدقاء صفحتي والمتابعين لها فأقولُ اني احبهم كثيرا وأشعرُ امام هذا الكم من المشاعر النبيلة بالفخر والاعتزاز بهم وبنقائهم
واقول لهم
كونوا أوفياء للشعر للادب لا تغريكم المظاهر والصور البراقة
فكما ان مدينة على جبل لا تُخفى فهناك وصوليون انتهازيون دُخَلاَءُ على الشعر والأدب فانتبهوا منهم لنحافظ على لغتنا التي نعشقها ونحبها جميعاً ونريدها أن تبقى نقيّة شامخة فما من شيء يخفّف من آلامنا إلّا الشعر فيه تمحى الحدود ونرى فعلا وجه الله …..
ولهذا المنبر الكثير الكثير من المودة والتقدير والشكر وأخص بالذكر الصديقة الراقية الاستاذة نيران باقر
************
🌺 💐
قصيدة
عانق العود
٠٠٠٠٠٠
عانقِ العُودَ وحلّقْ بالنّغَمْ
واحتضنّي، فحنيني لمْ ينَمْ
مثلَ غيمٍ شاردٍ أطوي المدى
قبل أنْ يأتي بِلاءٍ أو نعَمْ
عُدْ يعُدْ للشّجرِ العاري النّدى
ويُذيعُ الطيرُ ما الغصنُ كتَمْ
أنا إِنْ تجنحْ بشعري صورةٌ
كنتَ فيها لونَها، كنْتَ القلَمْ
ناصعُ التّيهِ، خرافيُّ السّنا
يا الدُّنى يا وهْجَها حين ابتسَمْ
تقفُ الأيّامُ عن دورتِها
تنثرُ الراحَ وأكوابَ النِّعَمْ
أتأنّى وأُملّي خافقي
أسألُ الزّهر: أفِي الأرضِ ديَمْ؟
صرتَ منّي نبضةً أحيا بها
وبقلبي قلتُها لَيْس بفَمْ
وأرى طيْفَكَ في عمقِ الرّؤى
وصدى روحِكَ في روحيَ عَمْ
وتهاوى الضّوءُ إلّا قبلةً
بقِيَتْ تُذكي وصالًا ليْتَ تَمْ
كلّما مرّ ببالي نورسٌ
هاجَ بالي نافضًا عنّي الألَمْ
لِمَ أطفأنا قناديل الهوى
لِمَ لَمْ نُصغِ إليْنا، لِمَ لَمْ
يا حبيبي، رجعَ النّجمُ، وها
إنّهُ يسري بنا دونَ قدَمْ
ذوّبِ الصّخرةَ، عُدْ لي اليومَ، عُدْ
كادَ شوقي أنْ يرَوْهُ، ويُشَم
حياة قالوش
Discussion about this post