Views: 0
(نـقـوشٌ على هـامش الهـجـرة الـنَّـبَـويَّـة)
مــا أعــظَـمَ الــهِــجْــرةَ الــغَــرَّاءَ تــنــفــحُـنـا
بــأعــطَـر الـنَّـفْـحِ يُـحـيـي نـأمَـــةَ الــطَّـــربِ
وتــمـنــح الــقـلـبَ سَــحًّـا مِـن سـحــائــبــهــا
يــفـــوق مــا كـــان ثَــجَّــاجًــا مـن الـسُّـحُـبِ
فـيـمـتـطـي ذِكْـــريـاتِ الأمْـسِ ســـامِـــقَــــةً
تــقـــوده نــحـــو عِــــزٍّ كــان لــلــعــــــربِ
هــو الــرســولُ اجـــتــبـــاه اللهُ داعــــيـــــةً
إلــى الــهُــدى وحَـــبــاه أفــضـلَ الـكُــتُـــبِ
هـو الـيـتـيـمُ الَّــذي أمــضــى طــفــولــتَــه
مِـن غـيْـر أمٍّ تُـــراعــــيـــهِ وغــــيْــــرِ أبِ
لـكــنَّــه اخـتــصَّــه بــالــوحـيِ تـكـــرمــــةً
فـــراح يــدعــو إلـى الــتَّــوحــيــدِ فـي دأبِ
وقــاومَ الــشِّـركَ بـالإصــــرارِ تــكْــلَــــؤه
عــيْــنُ الإلـــهِ مِـــن الإيــــذاءِ والـــنُّـــوَبِ
وظــلَّ يــدعــو ويـلْـقـى مِـنـهُــمُ شَـــطَـطًـا
وســوءَ عَــسْـفٍ وإرهــابٍ لـخـيْـرِ نــبــي
عِــقْـديْـن مـا فـتَـرَتْ يــوْمًـا عــزيــمــتُــه
كــأنَّـه الـطَّــوْدُ لا يـخـشى مـن الـعَــطَـبِ
قــد كــان يــدري بــــأنَّ الله مــنـــتـصِــرٌ
لـــديـــنِـــهِ وإلـــيــهِ الأمــرُ فـي الـغَــلَـب
فــقـــدَّر اللهُ ـ جــــــلَّ اللهُ ـ هِـــجْـــرتـــه
إلـى الــمــديــنــةِ فـــيـهــا غــايـةُ الأرَبِ
وخـــاب فــــألُ قــريْـشٍ فــي تَـتَــبُّــعِــهِ
لــكــنَّ فـــألَ رســولِ اللهِ لـــمْ يَـــخِـــبِ
فـكـان في هـجـرةِ الـمخــتـارِ مَـلـحـمَــةٌ
تفوق خوْضَ الوغى بالسَّيْفِ والـقُـضُبِ
ورفـرفــتْ رايــةُ الإســـلامِ خــافِــقـــةً
فـوْق الـرُّبـوعِ وجـازت هـامةَ الـشُّهُـبِ.
محمد عصام علُّوش
1/محرّم/َ1445/هـ
18/تمُّوز/2023م
Discussion about this post