Views: 0
يا دمعُ سِلْ فرْطَ الأسى منسابا
ما زالَ عهدُ الغائبينَ غيابا
والواقفونَ على الطُّلولِ تعِلّةً
شابَ الزمانُ وصبرُهم ما شابا
الموقنونَ بأنّ من ركبوا النّوى
لا بدَّ يوماً يقرعونَ البابا
والذّكرياتُ مُدىً وكلّ مفارقٍ
يلقى بمُدْيَتِها الصِّقالِ عذابا
هذا إذا رحَلَ الكواعبُ، كيفَ إنْ
ضيّعْتَ مجدَكَ واستحلتَ سرابا؟
يا ضيغمَ الأمجادِ قل لي ما الذي
جعلَ الأشاوسَ تستهيبُ كلابا؟
أغمدتَ بِيْضكَ والخطوبُ كوالحٌ
وجعَلْتَ ماضيكَ التليدَ سرابا
أناْ منْ رسمتُ عروبتي أسطورةً
وقواضباً ومخاذماً وحِرابا
من عَسْجدِ التاريخِ كانتْ ريشتي
وجعلْتُ حِبْرَ قصائدي زِرْيابا
لكنْ كبِرْتُ وخاطرُ الأشعارِ مكْ-
-سُورٌ وظنِّي بالعروبةِ خابا
كلُّ الوحوش أتَتْ على قَصَعاتِنا
غرزتْ بظهرِ عروبتي أنيابا
يا شاطئ الذكرى تعِبْتُ بزورقي
خصتُ الخِضَمَّ أعاصِراً وعُبابا
كيفَ السبيلُ إلى وصالكَ دُلّني
لأصوغَ باسمِ المتعبينَ خِطابا
وانفُخْ بصُوْرِكَ في الزّمانِ مُدَوّياً
ملء العَنانِ وأيقظِ الأعرابا
#يوسف_الخطيب
Discussion about this post