Views: 0
تامر جاويش
تلك الحياة
الطفل شبَّ مع الحياةِ وشابَا
ولكم تخطَّى بالدروبِ صعابَا
ولكَم تناثرَت الشِّراكُ بدربهِ
ولكم تجاوزَ بالكفاحِ كلابَا
ياويحَها نبحَت وطَالَ نباحُها
وغدَا الذى أغرَى الكلابَ سرابَا
ما كانَ طفلًا كَى يَهَابَ خُصُومَهُ
بل كانَ فى بأسِ الخُطُوب مُهابَا
ما كانَ غِرًّا كى يريغَ معَ الهَوَى
بل كانَ عقلًا للسَّنَا وثَّابَا
تلكَ الحياةُ لمَن تَشَاءُ مُؤدِّبٌ
تكسُو الفَتَى شرفَ الوقَارِ ثيَابَا
وَلِمَن أتَاهَا عَابثًا فى غَيِّهِ
تَسقِى الظَّلومَ من العَذَابِ شَرابَا
لكنَّنى يومَ الوغَى هادنتُهَا
وأخذتُ منهَا مَوثِقًا وكِتابَا
ومضيتُ أسعَى فى شقاءِ دُروبهَا
ورأيتُ مِنهَا فى الدُّرُوبِ عُجَابَا
حينًا تهشُّ ولا تُبارحُ بسمةً
وتثُور حينا لا تلينُ خطابَا
راوغتُهَا ولكَم لقلبِى راوغَت
حتَّى غدَونَا بينَهَا أحبَابَا
عَاهَدتُهَا أَلَّا أَلينَ لنَابِحٍ
وتَعَهَّدَت أَن تستَبِيحَ رِقَابَا
وَرأيتُ مصرَعَ كُلِّ كَلبٍ عَاجِزٍ
وَاليومَ أَ ركَبُ فِى السَّمَاءِ سحَابَا
وأهيمُ بين المزهراتِ مُحلقًا
بجنا حِ شعرِى أبلغُ الأَسبَابَا
أطوِى السَّماءَ بنبضِ قلبٍ خاشعٍ
وأتوبُ للرَّبِ الرَّحيمِ مَتَابَا
Discussion about this post