Views: 6
هجرة إلى السماء
ذرفَ الدموعَ وأيقظ الأهدابا
من بعدِ بدرٍ بالغياهب غابا
وسقى حقول القمح جدول شوقه
أغرى السنابل حيَّر الأعشابا
قلبي الذي بالصَّبر زيَّنَ حزنَه
والصمتُ أطلقَ للفؤاد كتابا
جهلاً يسائل كيف تسقط دمعة
من مهجة إذ لا يجيدُ جوابا
رفَّ الجناحُ وطار طيري عاليًا
حتى بشوقٍ يقطفَ الأعنابا
وينالَ من خير الجنانِ خلودَها
ومعانقًا من حورها الأترابا
يا أمُّ هذا الحقل يبكي فارسًا
هجر البيادرَ فارقَ الأحبابا
كم ضفةٍ بالوجد ضمّتْ أختها ؟!
حتى السواقي تستحيلُ سرابا
فنظرتُ للأغصان أرقبُ صمتها
همستْ لروحي لا نطيق عتابا
أَعَلَى صغيري تغمضين محاجرًا
ومعاطفًا ورقًا بدَتْ أثوابا ؟!
زيتونةٌ خضراءَ ألقتْ ظِلَّها
جعلتْ أميري بالبهاء مُهابا !
عيناه نحو سمائنا في نظرةٍ
أودتْ بقلبي فتنةً وعذابا
ودماؤه غطتْ عيون تفاؤلي
وفقدتُ من هول المصاب صوابا
لكنَّ في روحي يقينًا ردَّني
اِنَّ القضاء محبةً وثوابا
فرضيتُه وحمدِّتُ ربي للقضا
في جُمعةٍ للعيد نال مآبا
يا بدرُ لن تشقى فمثلك طائعٌ
كنت الرّضيَّ فلن تخافَ يبابا
خزامى الشلبي
سوريا
Discussion about this post