Views: 9
. @@@الرحيل المر@@@ .
.
ولقد عصرت من الحروف رضابا
بوحاً بداء العاشقين مصابا
.
ودعتها والشوق يعصر مهجتي
والدمع من فرط الصبابة ذابا
.
كالآنك المصهور ذوّبَهُ الجوى
بين الجوانح فاستحال عذابا
.
وكأنني فارقت بعض حشاشتي
وفقدت من مهج الفؤاد لبابا
.
لما تأذن بالرحيل زماننا
وقضى فراقا مفزعا ومهابا
.
أسبلت دمعاً كالغمام وراعني
هلع الحبيب يمزق الألبابا
.
وأنينه المحزون قطعني أسىً
فصرخت أقتطع الدروب مجابا
.
والجرح ينزف والصبابة جمرةٌ
صُبّت بقلبي فاستطار صوابا
.
وهفا إلى زمن البراءة والصِّبا
متفرداً حتى استكان وشابا
.
فحزمت أمتعتي وأزمعت النوى
وجعلت أجنحة الهوى أسبابا
.
وكتمت آهاتٍ تهز جوانحي
ورأيت أطياف الفراق عُبَابا
.
فجمعتُ أنفاسي وأطلقتُ الأسى
وأسرجت في وضح النهار ركابا
.
جرّدتُ حرفي كالحسام ميمماً
ساح القريض سواحلاً وهضابا
.
وشحذت فكري والخيال مطهّمٌ
فنسجت أخيلة وصغت ربابا
.
أشدو ﻷسليَ في الشقاء لواعجي
وأسير أقطع في البعاد شعابا
.
وكأنني (المجنون) يهرع في الفلا
وفؤاده يرعى المنى أسرابا
.
فلعلّ (ليلى) في الظباء يرومها
فمضى يعانق في الفلاة سرابا
.
لاتعجبوا فالشوق ينفذ سحره
في العاشقين خرائداً وشبابا
عيسى دعموق الأشول ـ اليمن
Discussion about this post