Views: 0
((الحنين إلى الزمن الجميل))
عُد بِي قَليلاً إلى الماضي الذي أهوى
إلى حَياةٍ بِفَيْضِ المَـنِّ والسَّلوى
عُد بِي لأمسٍ بهِ الأحلامُ قد بَسُمَت
إذْ كانت النَّفسُ في دُنيا المُنى نَشوى
عُد بِي لِقَومٍ صَفاءُ الودِّ يَجمَعُهُم
في قَلبِ طِفلٍ وَديعٍ يأكُلُ الحَلوى
عُد بي ودَعني لَعَلِّي أستريح فَبي
مِنَ الزمانِ هُمومٌ تُخْجِلُ الشكوى
تاهَت حُروفي فلا بلقيسُ تَمنحُها
لَحنَ الأماني ولا غَنَّت بها أروى
أوّاهُ حُلْمي تلاشَى كالسرابِ سُدىً
والروحُ صارت على الآلامِ لا تَقوى
تَبَّاً لِعَصرٍ بهِ الأنذالُ في تَرَفٍ
والحُـرُّ فيـهِ أسيرُ الكَـربِ والبلْـوى
جَوْرٌ وقَتلٌ وأهوالٌ وأوبِئَةٌ
مَن لا يَموتُ بَحَربٍ ماتَ بالعَدوى
ضاعَ الإخاءُ وأنوارُ الوفا اْنطفأت
ماتَ الضميرُ فأينَ الدِّينُ والتقوى
ما قِيمةُ العَيْشِ للإنسانِ في زَمَنٍ
فيهِ البقاءُ عديمُ النَّفعِ والجَدوى
يا لَهْفَ قَلبٍ أذابَ الهَمُّ مُهْجَتَهُ
ووَيْحَ نَفسٍ بِنيرانِ الأسى تُكوى
للَّهِ أشكـو ويَكفي أنَّهُ أمَلي
حَسبي بأنّي أُناجي عالِمَ النَّجوى
الشاعر/عبده مجلي
Discussion about this post