Views: 0
(مطارحات شعريَّة)
ـ 57 ـ
قال أبو مسهر: أتيتُ أبا جعفر محمد بن عبد الله بن عبد كان،
فحجبني ، فكتبت إليه:
إنِّي أتـيْـتُكَ لـلـتَّسليمِ أمْسِ فـلـمْ تأذنْ عليْكَ ليَ الأستارُ والحُجُـبُ
وقـد عـلِـمْـت بأنِّي لـمْ أُرَدَّ ولا واللهِ مـا رُدَّ إلَّا الــعِـــلْـمُ والأدبُ
فأجابني ابنُ عبد كان:
لو كنتَ كافـأتَ بالحسنى لقـلتَ كما قـال ابـنُ أوْسٍ وفـيمـا قـاله أدَبُ
“ليس الحجابُ بمُقصٍ عنكَ لي أملًا إنَّ السَّماءَ تُرَجّى حين تحتجِبُ”
(نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري ج2 ص188 وكتاب حدائق
الأزاهر لابن عاصم الغرناطي ص 24)
وابن أوْسٍ هنا هو أبو تمَّام حبيب بن أوس الطَّائي.
(قلت: وقد ورد اسمُ أبي جعفر في بعض المصادر: محمد بن أحمد
بن مودود المعروف بابن عبد كان كاتب ديوان الإنشاء لأحمد بن
طولون وكان بليغا مترسِّلًا. أمَّا أبو مسهر ففي أغلب الظَّنِّ أنَّه أحمد
بن مروان المؤدِّب من أهل الرَّملة، عالمٌ باللُّغة والأدب، عاش في أيَّام المتوكِّل.)
ولو كنتُ مكان ابن كان لتلطَّفتُ في الرَّدِّ أكثر وقلتُ:
قد كنتَ بي بشغافِ القلـبِ ملـتصقًـا فـلـن تَـردَّكَ أســتارٌ ولا حُجُـبُ
ومَن يكن في الحشا والبالِ صورتُهُ فـإنَّـه حـاضرٌ كالشَّهْـدِ يَـنسكِـبُ
ما كنتُ أحجُـبُ مُرتـادا بـلا سَـبَـبٍ فكيْف يُحجَبُ عنِّي العلمُ والأدَبُ
محمد عصام علُّوش.
26/محرَّم/1445هـ
13/آب/2023م
Discussion about this post