Views: 0
(زوج من الحَمام لمحتُهما خلف النَّافذة، كانت الحمامة ترقد فوق البيْض في عش صنعاه في
الظِّلِّ، وكان الزَّوج يطير في درجة حرارة تفوق الخمس والأربعين درجةً مئويَّة ليحضر لها
بفيه بعض الحَبِّ وبعض القَشِّ تلتقطه منه مقرَّةً له بالعرفان، فاشتققتُ من هذا الموقف هذه
الأبيات:
فـي حـيـاةِ الـطُّـيـورِ كُـلُّ الـجَــمـالِ مُـستَـمَـدًّا من سـامِـق الأفـعـالِ
لـيْـتَـنـا نــسـتـفــيـدُ مِـنـهـا دروسًــا لـيْـتَـنـا نقـتدي بهـذي الخـصالِ
رَقـدَتْ فـوْق بَـيْـضِهـا في ابـتـهـاجٍ وَسْـطَ عُـش حَـمـامَـةٌ فـي دلالِ
فـحـبـاهـا الـزَّوْجُ الـمُـحِـبُّ نَـــوالًا بَــذَّ فـيْـضَ الـعـطـاءِ والأمـوالِ
طــار فـي الجَـوِّ والـحـرارةُ تـدنـو نحوَ خمسين لـمْ يخَفْ مـن كَلالِ
يُـحـضِـر الـقَـشَّ والـطَّـعــامَ بـجِـدٍّ تحت شمسٍ وهَّـاجةٍ في الـتِّـلالِ
ثــمَّ يـأتـي مُـرفــرِفًــا مـطـمَـئِــنًّـا أنَّ ما امْـتـارَ فـاق حَـدَّ الـخـيـالِ
يـشـبــه الـفـارسَ الـمُــدِلَّ بـفـــوْزٍ بعدما اجتاز مَـعـمـعـاتِ الـنِّـزالِ
كـان نـزرًا في ذلــك الـحَــــبّ لـكِــنْ فـيه عَـيْنُ الرِّضا وطعمُ الحَـلالِ
كـان نَـزرًا في ذلــك الـقَـشّ لـكـــــنْ كـان يـهْـمي بـدفـــقَــةِ الآمــــالِ
يَـنـثُـرُ الـحَـبَّ حَـوْلَها في سرورٍ يـتـجَــلَّـى بـهِ ســـرورُ الـرِّجـالِ
كُـتِـبَ السَّعـيُ والـشَّـقـاءُ عـلـيْـهِ وعلى الغـانـيـاتِ بَـذْلُ الـوِصـالِ
تِـلْـكُـمُ الـفِـطرةُ الـسَّلـيـمةُ تـبـدو في طـيـورٍ فـيهـا فـنونُ الـكـمالِ
لـمْ تـعـكِّـر صـفـاءَهـا تُـرَّهـاتٌ لـمْ تُـشَـوَّه بـشُــبــهـةٍ أو ضــلالِ
يُـبتنى الـبيتُ قَشَّةً فـوْقَ أخرى مِـثْـلَـمـا الـبـدرُ تَـمَّ بَـعـدَ الـهِـلالِ
يُـبـتنى الـبيتُ بالـمحبَّةِ تـزهـو فـي شـعـورٍ مُـضـمَّـخٍ بـالـجَـلالِ
محمَّد عصام علُّوش
22/محرّم/1445/هـ
9/آب/2023م
Discussion about this post