Views: 0
هَرِمْنـــا
يذوبُ العمرُ في حَرِّ اصطباري
ويهزأُ بـي إذا شِبْتُ انْتِظاري
أُداري عن عيونِ النّاس شوقي
وأعجبُ كيف في شَوقي أُداري
فتحرقُ في الحشا نيرانُ وَجْدي
ويفضحُني بهــا دمعُ انْكِساري
فمــا خَبّأتُهُ ليلًا كَوانـي
وتكشفُني بهِ شمسُ النّهـــــارِ
ورغمَ اليأس ؛ يسبقُني حنينٌ
فما زالَتْ تُنــــاديني دِيــــاري
فؤادي لــو تلحّفَهُ أنيـــنٌ
أشدُّ عليـهِ من وَجَـعٍ إزاري
وَحَولي مَنْ يشاطِرُني هُمومي
حروفي كم بها سُقْتُ اعْتِذاري
ولكنَّ الهمـــــومَ إذا رَمَتْني
أُقَـلَّـبُ مثل لحمٍ فوقَ نارِ
ومـا عندي سِـوى أنّـــات قلبٍ
أُنــادِمُها بكـاســـاتِ المرارِ
وَأَذْرفُهـــا علـــى خَـدِّ القوافي
إذا مــا ذُبْتُ فـي وَرَقِ انْصِهـاري
لأنّي شـــاعرٌ فــي صمتِ ليلي
يضجُّ الحرفُ من حرِّ الجِمـــارِ
يَميني تكتبُ اللوعــــاتِ طورًا
وطورًا تشتكي منهـا يَســاري
إلهي قد هَرِمْنـــا باغتـرابٍ
متى الأطيــــارُ تشدو بالدّيـــــارِ؟
يدقُّ الحزنُ فــي أضلاعِ بــابي
إذا مـا السَّقفُ يهمسُ للجدارِ
فمــا زالَتْ تُســـامِرُهُ أَيـــــادٍ
لذكرى من حكـــايــاتِ الكِبـــــارِ
متـى تَعلــو السّكينةُ فيهِ يومــْا
ويجفلُ صَمتُهُ بِخُطى الصِّغــــارِ؟
أدهم النمريني.
Discussion about this post