Views: 1
ثوب الحياء
—————
صِدقُ العــظاتِ بمـــن تصفـو سريرتُهُ
إنْ مرَّهُ الهـــولُ بالرحمنِ يحــتسبُ
كـــفُّ الضراعةِ تدعـو اللهَ فــي وَرَعٍ
لا أنْ يميــــطَ لسانَ الســوءِ يرتقــــبُ
فـي الليـــلِ نافلةٌ يغفــو الأمـــانُ بــها
ولذَّةُ الفجـــرِ فيــــها الوجــدُ ينتـحبُ
من يرتــدي الزيفَ فالأصباحُ تفضحُهُ
لاينــفـعُ العــذرُ مـــن بالسوءِ يرتــكبُ
وقــد يبــوءُ بــهِ وجـــهُ القنـــاعِ هوىً
لا يأمــنُ الستـرَ مــن فــي سرِّهِ رِيَــبُ
ثــوبُ الحـيــاءِ تعــرّى وسمُــــهُ نِـــدَباً
نفسٌ هَوَت وانبـــرت بالسوءِ تغتصبُ
منهُ الإرادةُ هل يـــدري الرقيـــبُ علا
فــوقَ المنــاكبِ سرّاً يكتــبُ الطَـلَبُ ؟
تعـــدو الأصايــلُ فـي الميـدانِ وَثْبَتُها
والبعضُ عنهُ يفوتُ الرَكْبُ والصخبُ
يإنُّ من صرخةٍ حيـنَ اعتلت وَدَعت
ممشى خُطى الزيفِ إما خانهُ الخَبَبُ
فتصطلي النــارُ جمراً فـــي أعِنَّتِــها
وليس فارسها يغــلو بــــهِ… اللهبُ
مـــن يفـقـأُ الشمسَ غربالاً يـرشحهُ
عذرُ الجـــفاءِ مـن الترشيحِ يرتهبُ
البحـــرُ فــي هَدْوِهِ عصف يبـــددهُ
كمثلِ صاعقةٍ منها اعتـــلت شُـهُبُ
كم غيمةٍ في الفضا ناء العطاشُ بها
عسرُ المخاضِ بريحٍ هدَّها السحبُ
فـــلا يُــرى فعــلُهُ والأرضُ عاريــــةٌ
من يزرعُ الوردَ في الجرداءِ يحتطبُ
ولايــجـــوزُ بمِــمَّــن أبحـرت سُفُــنٌ
فيــزدري كــذِباً بالداخــلِ العــطَبُ
عيـــنُ الحـقيـــقةِ زرقــاء يمـــامتُــها
ترى الذي لا يـــرى بالحـقِّ يُستَلَبُ
عذبُ الرؤى في مآقينا بَدَت وَزَهَت
منها السواقي بعــذبِ الروحِ تقتربُ
عبدالرحمن الباز
٢٠٢٣/٩/٧
Discussion about this post