Views: 0
مقال/هل نحن مجتمعات أصبحت على شفير الهاوية؟؟؟
العصبية ،والإنفعال السريع لدى جميع البشر.
في ظل الظروف الراهنة التي نعيشها والتي تمتد إلى معظم بلداننا العربية ،وترمي شعوبنا بحالات من الفقر المدقع .أصبح الإنسان بشكل عام سريع الإنفعال والغضب من جراء التوتر العام؛تجتاحه ثورة عصبية لا واعية وبالغة الحدة تصل لحالات هستيريه في الكثير من الأحيان .فيثور وينفعل في وجه الآخرين لأتفه الأسباب،وأقلها شأنا.
وقديما كان هناك قولا سائدا هو (عد للعشرة )ولكن في ظل هذه الأيام المظلمة لم تعد العشرة ولا المئة تكفي.
يرجح أطباء النفس أن الحالات العصبية المتكررة والإنفعال السريع يعود لحالات وراثية او مرضية كالمرض العضال، أو تربوية منذ الصغر.ولكن في أيامنا لم تعد هذه التفسيرات تعني شيئا فالجميع أصبح يمر في حالات عصبية متكررة؛في ظل ظروف تفرض نفسها وتفرض على الآخرين الإنفعال السريع والعصبية الزائدة والتوتر السريع.
إنه الخوف المسيطر على النفوس والتفكير الدائم بلقمة العيش ،والقلق من المستقبل..
فالشعوب التي تمر بحالات سياسية واقتصادية صعبه ومدمرة، لا يسعها إلا أن تكون بالغة التوتر والخوف.
هذا لا يعني أن هذه الشعوب ليست واعية أو غير مثقفة وأنها ترزح تحت طائلة الجهل .ولا يعني أنها لا تعي الحالة التي وصلت إليها بدقة ،ولا يعني هذا أن من تجتاحه هذه الحالات من الهيجان النفسي والفكري إنسان ساقط أخلاقيا؛ولكن هذا يعني أنه طفح الكيل فلم يعد باستطاعته تحمل قطرة أخرى من هذه الضغوطات التي تسيطر على حياته اليومية.فيثور بوجه الآخرين للتنفيس عن غضب جائر يعتمل في داخله ويحثه على الإنفجار؛كالبركان تماما يغلي ويغلي ثم ينفجر.
والشجارات اليومية التي نراها تحصل على محطات البنزين وفي المحال التجارية والسوبر ماركت ويذهب ضحيتها أحيانا الأبرياء لا تنم في داخلها عن جشع وعدوانية متأصله إنما عن خوف ورعب من الآتي ومن المستقبل .ليتحول هذا الإنسان إلى وحش يقتل إنسانا آخر في ثورة رعب تجعله يرى أمامه أطفالا جياعا يحتاجون دعمه للبقاء على قيد الحياة؛هذا لا يبرر ابدا الفعل الشنيع ولكن الجوع والحاجة يجران الإنسان لفعل مالا يريد أن يفعله .
وإذا راجع المعتدي نفسه في لحظة سكون عاطفي ستراه يندم أشد الندم ويعترف لذاته بالخطأ الذي ارتكبه بعد لا ينفع الندم .ولكن ما في داخله من الإضطرابات والهموم والمشاكل هب في لحظة واحدة لينطلق بقوة الصاروخ إلى الخارج في ثورة نفسية غير مستقرة وواعية ليحدث ما حدث.فمن أوصل شعوبنا إلى هذه الحالة التي وصلنا إليها؟؟؟
قد تحدث الإنفجارات النفسية في أية لحظة دون سابق إنذار ،تبدأ في نوبات لفظية وتمتد إلى عراك بالأيدي وتتطور إلى العدوان الجسدي ؛وهي لا تحصل خارج المنازل فقط بل أصبحت تمتد إلى الداخل إذ نرى الآن العديد من الأسر باتت تعاني من هذه الحالات العصبية الإنفجارية ؛بسبب المشاكل المادية التي تطورت إلى مشاكل معنوية ونفسية، تلازمنا يوميا
فالبحث المتواصل لتأمين لقمة العيش ومستلزمات المعيشة جعلت من الآباء وحتى الأمهات لا يستطيعون الإحتمال .فينفجر الرجل في وجه الزوجة والأولاد ،وتنفجر المرأة أيضا بسبب الضغوطات مما يؤثر سلبا على الأولاد ويسبب التفكك الأسري.
فهل نحن مجتمعات أصبحت على شفير الهاوية؟؟؟؟؟
أترك الإجابة عن هذا لمن أوصل البلاد إلى ماهي عليه الآن.
بقلمي فريدة توفيق الجوهري لبنان
Discussion about this post