Views: 0
انا اول الناجين
أشعلتَ فيَّ تَمَرُّداً وصدودا
وحفرتَ في قلبِ المُنى أخدودا
و شقَقتَ صدري تستَبيحُ قريحَتي
ما كُنتُ في علمِ البيان وليدا
وسَمَلتَ عينَ قصيدتي متعمدا
وجعلت من حِبْرِ السّطورِ وقودا
لو مات وحيُ الشعر فيَّ سأمتَطي
ظُلَلَ الغَمامِ لكي أقولَ قصيدا
أقسمت لا تبقي عليَّ.. كأنما
صيرت نفسك للفؤاد وريدا
أظننتَ أنك لو طَمَسْتَ ملامِحي
سأموت في درب الضَّياعِ وحيدا
أنا أول الناجين من سَقَرِ النوى
أحْدَثْتُ في سُنن الهوى تجديدا
فارحل.. لأني قد نزفتك مع دمي
ما خنتُ وعداً أو نكثتُ عهودا
ما همَّني إن كنتَ نجدِيَّ الهوى
أو كنتَ تنشُرُ في الحجاز جنودا
أو تَعتَلي في مصر غيمةَ عاشقٍ
أو كُنتَ تَتَّخِذُ الخَيالَ حُدودا
أو كُنتَ ترسمُ في العراقَ حدائقاً
وتضُمُّ منها للنحورِ عقودا
لي عرش بلقيسٍ و نجمةُ مأربٍ
فلتَحيَ يا يَمنَ الجَمالِ سعيدا
هذا الفراتُ يقيم بين جوانحي
والشامُ في قلبي تَشَكَّلَ عيدا
Discussion about this post