Views: 1
* من وحي البردة *
___
أيقَظتَ فِيَّ فُتورَ الشِعرِ وَالهِمَمِ
حِينَ اختصرتَ لِواءَ المَدحِ والقِيَمِ
فَرُحتُ أَعبُرُ في التَرنيمِ مُنتَشِياً
بِحُبِّ طَهَ ومَا لاقَيتُ مِن نِعَمِ
مَازالَ مَدحُ رَسُولِ الخَلقِ يُسعِدُني
وما استَطعتُ مُجاراةً لِذي شِيَمِ
قامَ البُصَيري وقادَ الرَكبَ مُمتَطِياً
غُرَّ القَوافي وَخَطَّ الحُبَّ مِنْ قِدَمِ
أثرى الأُلى شَغَفاً في حُبِّ سَيِّدهِم
فَكانَ غَيضُ بَيانِ الشِعرِ كالدِيَمِ
وثَمَ شَوقي تَسامَى في مُواكَبَةٍ
فكانَ مَنْ أشعَلَ الإلهامَ في الأُمَمِ
حُبُ المَديحِ لنورِ المُصطَفى سِمَةٌ
أنوارُها كَشعاعِ البَرقِ في العَتَمِ
قد خَصَّهُ اللهُ كُلَّ الحُسنِ مَكرُمَةً
وخَصَّ يُوسُفَ شطراَ وافِرَ العِظَمِ
حتّى وإنَّ ” زُليخَا” أسرَفَتْ شَغَفَاً
في حُبهِ وتَصابَتْ نزوةِ النَهَمِ
*****
لم يُجدني حُبُّ مَن أهوَى بقافيةٍ
اذا كَتَمتُ بِما في القَلبِ مِنْ ضَرَمِ
ولن أنالَ بِيومِ الحَشرِ مَنزِلَةً
إنْ لم أوَفِ بشكري واهِبَ النِعَمِ
كُلُ المدائحِ لَا تَسمُوُ بقَائلِها
إنْ لم تَكنْ لِبهاءِ الشَافعِ العَلَمِ
وَلن تَسودَ بِما جادَتْ فَصاحتُها
إن لم تُواكبْ جَلالَ الأفوهِ الحَكَمِ
لَقَدْ تَمَرَّستُ دَربَ الشِعرِ مُحتسِباً
لَكنْ أمامَ شَفيعي يَستَحي قَلَمِي
ولا أزالُ على ضَعفِي وَمَسكَنَتي
أدنو خَجولاً وأَخشَى عَثرَةَ الهَرَمِ
مازِلتُ أبحِرُ في شِعرِي أحاوِرُه
وفِطرَةُ الشِعرِ لم يُفلحْ بها كَلِمِي
إنّي بِحَبلِ إمامِ الرُسلِ مُتَّصِلٌ
ومَن تَعَلَّقَ حُبَّ الرُسلِ لَمْ يُضَمِ
يارَبَّ أطلِقْ فَمِي فالشِعرُ أنَكرَني
ولَم أَكُنْ لأُوفِّي سَاكنَ الحَرمِ
لو كنتُ أُتقنُ وَصفاً بالمَديحِ لَه
لَكُنتُ أَسعدَ مَنْ يَمشيِ عَلى قدَمِ
____
عبد الهادي الملوحي
حقوق النشر محفوظة
كولونيا 06/ 23/2018
Discussion about this post