“يارب فالطف” /القصيدة العمودية المشتركة: ” يا رب فالطف!” عشر

الرائعة الجديدة لمنبر أدباء بلاد الشام:
القصيدة العمودية المشتركة التي نظمها عشرون شاعراً من شعراء المنبر ، من الأقطار الأربعة : سورية والأردن ولبنان وفلسطين، معبرين فيها عن مشارعرهم تجاه وطنهم العربي الكبير في ظل الأزمات والكوارث والنكبات ومظاهر الوهن والضعف التي تمر بها الأمة.
صفحة جماعة “منبر أدباء بلاد الشام” الأسبوعية في جريدة “كواليس” الورقية الجزائرية ضمن عدد الجريدة الصادر يوم أمس الأحد 1/10/2023.

القصيدة العمودية المشتركة:

” يا رب فالطف!”
عشرون من كبار شعراء “منبر أدباء بلاد الشام” ينزفون شعر الأسى لوطنهم الكبير!

[ بالنظر إلى ما تمر به البلدان العربية في الأعوام الأخيرة من نكبات وكوارث طبيعية وصراعات وانقسامات وأزمات على كافة المستويات وفي جميع المجالات، فقد دعا “منبر أدباء بلاد الشام” أعضاء المنبر إلى نظم قصيدة عمودية مشتركة يعبر خلالها الشعراء بمنظومهم الشعري ومنظورهم العروبي عما يختلج في نفوسهم تجاه هذه الأحداث.
وقد اختارت لجنة القصيدة العمودية في المنبر برئاسة الشاعر أ. فرحان الخطيب، مساعد المنسق العام للمنبر عشرين مشاركة لعشرين شاعراً من شعراء المنبر الذين يمثلون أقطار بلاد الشام الأربعة، معتمدين الترتيب الهجائي في تسلسل المشاركات، لتكون الرائعة المشتركة الجديدة للمنبر التي نظم مطلعها الشاعر العربي الكبير فرحان الخطيب نفسه – والذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة “منبر أدباء الشام – سورية” المرخص من قبل وزارة الثقافة السورية – مكونة من مائة بيت، وبناء على طلب رئيس اللجنة فقد اختار المنسق العام للمنبر الشاعر محمد شريم للقصيدة عنوانها المعبر: “يا رب فالطف!”. ]

“ياربّ فالطفْ!”

1- فرحان الخطيب:

عجبتُ من سطوةِ الأيام والألمِ
تختار أمتنا من سائرِ الأمـمِ
تلوي أعنّةَ ما بالكون من مِحَنٍ
إلــى مرابعنــا عمــداً بــلا نــدَم
ترمي بأثقالها لا ترعوي أبداً
من شهقة الجوع حتى غضبة الحِمم
ونحن لو وحدةُ كبرى نلوذ بها
لما بقينا بعصر النور كالصَّنم
ياقوم هُبّوا إلى مجد يوحّدنا
لنصعد الدرب حتى شعفة القمم

2- تغريد بو مرعي:

كُنّــا أوائــلَ هـذا الكـونِ منزلـــــةً
كُنّـا المنـارةَ بالأخـــلاقِ والشّيــــمِ
بالنّفـطِ والغـازِ والخيـراتِ أكرمَنـا
ربّ الأنــامِ العزيــزُ الواسعُ الكرمِ
ألحــقّ منهجُنــا والعــدلُ بغيتُنــــا
راياتُنــا رُفِعَــت في شاهِـقِ القِمَـمِ
واليـومَ عـمّ الفســادُ في مواطِنِنـا
والجبـنُ حـلّ مكـانَ العـزمِ والهِممِ
يسطــو علينـا عزيـزاً كــلّ منتقــمٍ
بعـد التّخلّـي عن الأخـلاقِ والذّمَمِ

3- القس جوزيف إيليا:

يا أمّـةً لـم تـزلْ تهمــي مدامعُهــا
ولـمْ تـزلْ ثــرّةَ الأوجـاعِ مِنْ قِـدَمِ
أذاقَهــا الدّهـرُ قشًّـا مِـنْ بيــــادرِهِ
ومنـهُ ما فتئـتْ تعـرى مِنَ النِّعـــمِ
جـوعٌ وأوبئـةٌ والحــربُ تأكلُهــــا
وكـمْ غـدت هشّـةً مكسورةَ القَـدمِ
ضاعَ الرّعاةُ بها فاستسلمتْ لأذىً
والذّئـبُ ينهـشُ ما لاقاهُ مِنْ غَنَمِ
حتّى الطّبيعةُ من سكّانِها غضبـتْ
آهٍ أمـا مِـنْ نجـاةٍ مِنْ يـدِ العــــدَمِ؟

4- حسام السبع:

هولُ النوائب في الدنيا بها عِبَــرٌ
ولا اعتراضٌ على بؤسٍ ولا ألـمِ
اللـــهُ يقضـي وحكــم الله نقبلـــهُ
منــهُ النجــاةُ ومنــه شِدّة السَّقمِ
فلتبــقَ للهِ عبــداً مُخلصاً وعلـى
ما قـدّرَ اللهُ لا تجــزعْ كمُنهَـــزِمِ
وانهض لِتَبني ولا تيأسْ فلا محنٌ
تُنهي الأمانيْ فكم في الأرضِ مِن نِعَمِ
الشمسُ تَجري ولا تكْبو لِحادِثــةٍ
كم أمةً صنعتْ مجـــداً مِن العَــدَمِ

5- حسين الهنداوي:

كوارث ورزايــا مـا لهـــا شبــــه
وفرقــة وانقســــامٌ فــــي دم ودم
جــوعٌ وذلٌ وتشريــد ومخمصــة
وطامع من ديار الغرب في الرِّمم
كأننــا قـد خلقنــا طــوع رغبتهـم
نسيــر خلفهــمُ في كــل مزدحـــم
وقــد نسينــا بأنــا أمــّة شمخـــتْ
تربعتْ فوق تاج المجدِ في القمـم
فهــلْ نعــودُ لنبنــي صــرحَ أمتنا
وترتقي في سماءِ الكون والأمــمِ

6- حياة قالوش:

يا مَنْ يُشكّكُ في قولي وفي قَسَمي
أضفــتَ سِرْبَ يمامـاتٍ إلى شِيَمــي
من مولد الفجرِ كان العــزُّ يلْبِسني
والصدقُ والشّعرُ والإبداعُ من قِيَمي
ضاقَ الفضاءُ وأطيارُ الشذا رحلـــتْ
بُـحَّ الكمـانُ وعيـنُ النزْفِ لـمْ تَنَــمِ
غرسْـتُ حلميَ أقصـى العتْـمِ قافيـةً
أهدهــدُ الوردَ أرعـى شوكةَ السقَــمِ
لعــلَّ نورَ الرؤى يرســو على أفُـقٍ
يجلو الضمائرَ من زيْغٍ ومن ظُلَــمِ

7- زينب عبد الباقي:

أينَ الزمـانُ الذي جالـتْ به همـمٌ
تزهـو مناقبُهـا بالخلــق والكــرمِ
وأمتي اليوم قد حاقتْ بها محــنٌ
من شاهق رُميت حتى ثرى العدم
فالجوع أنهكهــا، والفقرُ شرّدهـا
والجهــل أسقطها من قمة الهرم
قوموا نلبِّ صراخ الحق قد سُحِقَتْ
روح العروبة بالإهمال والصَّمــم
حرب تُقاد على الأخلاق قاطبــــةً
والحلُّ بِ(اقرأ) وبالقرطاسِ والقلم

8- سمر أحمد تغلبي:

يا مالكَ المُلك فرّجْ كربــةَ الألـــمِ
هذي البسيطةُ لم تفرجْ عن النَّسَمِ
أرضٌ تمور وجدرانُ الأمانِ غدتْ
فيهــا لحافــاً يغطــي الآهَ بالعـــدمِ
وانشقت السّحُبُ السّوداءُ عن مَطَرٍ
ومادت الأرضُ تحتَ النّاسِ بالرُّجُمِ
في درنـةَ المــاءُ بحــرٌ لا سفينَ بهِ
وفي مراكــشَ أطــلالٌ علــى رِمَــمِ
إذْ وَحَّدَتْنــا همــومٌ بعــدَ تفرقــــــة
ياربِّ فاجعــلْ أساهــا وحــدةَ العَلَمِ

9- عبد الرحيم جداية:

فكم فجعـتُ على الدنيا أزَعزعُهـا
والأرضُ تحملني من أسفل القدم
حَمّلتهــا ثقتــي كانت على عَجَــلٍ
تختـال في ثقـة والقلب في هَـــرَمِ
ماذا تريــدُ وهــل قلبــي يناكفنــي
في كـل مسألـةٍ أودت إلى العــدم؟
قلبي وجودي وفي الدارين يا ولدي
أسكنتهــا بدمــي من قــوة الهمـم
إني الصّبور إلى عينيك يا وطني
يا ألـف مسألــة دورتهــا بدمــــي

10-عبد العزيز بشارات:

تلهــو بنـــا فتَــنٌ كالليــلِ حالكـــةٌ
يُديرُنـا الغـربُ مثـلَ الشّـاءِ والنَّعَمِ
وفارَقَـت نخـوةُ الإســلام أظهُرَنــا
ولـم يَعُـــد بَينَنــا ذكـــرٌ لِمُعتّصِـــمِ
نادَت حرائِرُنا في القُدس صارِخَةً
لكــنّ مُصرِخَهــا قـد لاذّ بالصّمــم
المــالُ فرّقَنــا، والحِقــدُ مَزّقَنـــــا
والفقــرُ شتّتَنــا، والكيــلُ بالتُّهـم
قـد ابتُلينـا بسُخْـطِ الله من مَرَضٍ
وَمِن دَمـارٍ ومِن قتـلٍ ومِن ألَــــمِ

11- فاتن ديركي:

وجمـرةٌ في ثنايـا القلـب مسكنُهــا
نمشي على فمها نُمسي على سقمِ
نصحو على ظلمةٍ ضاقت بأعيننا
إذ نرتجي شمسَنا من بؤرة العدمِ
أفراحنـا انطفـأتْ صرنـا بلا أمــَلٍ
نشيدُنـا صامـتٌ أضحـى بلا نغـــمِ
ما ذنبنا عصفـتْ في أرضنا محـنٌ
فهالنــا ليلنــا من شـــدة الظلــــَم
إن الحيـاة لظـى تبقى تحاصرنــا
حتى نكون لها عوناً على الحلــمِ

12- فريدة توفيق الجوهري:

هل يُنفخُ الصورُ أم نارٌ من العدَمِ
كأنّمـا القــوم مِن عـــادٍ ومن إرَمِ
سيزيفُ يأتي بسيفِ الحربِ يقتلنا
وانشقتِ الأرضُ فالأجسادُ من رِمَم
ثكلى بلادي فوَهْـمُ الصَّبـر فارقهـا
تكدَّسَ الدمعُ في الأحـداق كالهـرمِ
ما بالُ أرضي زعافُ الموتِ يتبعها
حتى بكاهــا جنيـنٌ نـام في الرَّحـمِ
لا يعرفُ الحُزنُ إلّا مَنْ يُعاصرهــا
فانزفْ دماءَك بالأحــزان يا قلمـي!

13- ليلاس زرزور:

حَــلَّ البــلاءُ رَهيبــاً فـي مرابعِنــا
والآهُ تَقطُرُ من قلبـي ومـن قَلَمـي
أبكــي لدرنَـةَ والأطفــالُ تأخٌذُهـــمْ
هُوجُ العَواصِفِ نَحوَ البَحرِ والعَدَمِ
أبكي مراكـشَ والزلــزالُ أرهَقَهـــا
والموتُ في ساحِها يمشي على قدَمِ
نَدعــوكَ ربّــي وما إلاّكَ من سَنَــدٍ
خَفِّــفْ علــى أهلِنا ياباعـثَ الرِمَـمِ
فَمـــا ســواكَ إذا آلامُنـــا عَظُمَـــتْ
يُرجى لدَفْعِ الأذى والكربِ والسَقَم
14- محمد الدمشقي:

موجٌ من الموت أعمى لا يُبارحنــا
لــم تنـجُ سنبلـة من سيلـه العـَــرمِ
كأنمــا أرضنـــــا باتـتْ لـــــه نُـزلاً
يصـب فيـه وحـول القهر والسّقــمِ
فهاهنـــا هــزَّ زلــزال مدائننــــــــا
وحزننـــا ماكـــث والجرح لم ينــمِ
وفتنــة لـــم تزلْ تغتـــال قادمنـــــا
متــى ستلفظنـــا دوامـــة النـــَّـدمِ؟
ودرنــة أصبحــت أطلال ذاكــــــرة
فكيف تشفي صدى الآهات يا قلمي

15- مريم الصيفي:

ما بالُ درنةَ تغشاها السيولُ وقد
فاضت سدودٌ وموجُ البحرِ لم ينمِ
هنا غيوم تبدت في السمـاء ندى
منها استحالتْ حياة الخلق للعدم
أينَ المفرُّ وقد ضاقتْ بهمْ سبُـــلٌ
بينَ الأعاصيرِ والطوفانِ والطَّمَمِ
ماءُ السماءِ وماءُ الأرضِ قد جُمِعا
واستفحلَ القدَرُ المحتومُ في النِّقَمِ
يا ربِّ ليسَ سوى الرَّحماتِ تنزلُها
حتى تُضيءَ حياةَ الأهــلِ بالنِّعَــمِ

16- مصطفى مطر:

حزنٌ تعملَـقَ مِن رأسـي إلى قدمي
يُلقي المشاعـرَ بينَ اليـأسِ والنّـدمِ
ما الحالُ، جرحٌ فريـدٌ فـي طبائعِــهِ
كصـوتِ أمِّـكَ لـم تهــدأْ ولــم تنَـــمِ
مِن عينِ بابِ الأسى تَرنُو إلى ولـدٍ
لم يَلقَ في دربِه القاسي سِوى العدمِ
سنينُـهُ تعجــنُ الآهــاتِ فــي دمِــهِ
وكــان يصــرخُ مقتــولًا بغيـرِ فـــمِ
مَقــدورُ أهلِــكَ أنّ الحـزنَ كعبتُهــمْ
فلُــذ بِربِّـكَ كـي ترتــاحَ، واعتَصِــمِ

17- هناء يزبك:

كمْ في القصيـدِ وفـاءٌ عاطـرُ الذّمــمِ
يزهو، ويسرقُـهُ المنفـى من القــدمِ
فالشـامُ آيـةُ هـذا الكـونِ ماسَلِمـــتْ
في مصحفِ الحبِّ من إشراكِ منتقمِ
مازال يرسُمـــكِ الشّعــارُ زنبقــــةً
في دفترِ الصّبحِ في تسبيحةِ القممِ
يقـول لـي بردى من مــاءِ حكمتـهِ
من لــم يــعِ لغــةَ الغيماتِ لم يــدُمِ
قومي لنغـزلَ خيطَ الشمسِ أمنيــةً
من قبلِ أنْ تسقُطَ الأضواءُ في العدمِ

18- وائل أبو يزبك:

يا أمـةَ العـربِ كـم من (خالد) بطـلِ
نرنو الى سيفـهِ شوقاً و( معتصـم)
تمشي الضغينة فينا وهي ضاحكــة
كالذئـب بين قطيـعِ الشـاءِ والنَعَـــمِ
وتستبــدُ بنــا الأهــــــواءُ حاملــــةً
ريحَ الكراهةِ من عربٍ ومن عجــمِ
ألسـتِ خيـرَ الدنـى علمـاَ ومنزلــــةَ
واللــــهُ لقّنهــــا بالوحــيِ والقلــــم
فكيـفَ زلّـت بـك الأقــدامُ وانزلقــت
أمجادكِ البيضُ في مستنقعِ وخِمِ؟!

19- وفاء الحلبي:

في ذمّةِ الموتِ إنَّ الركبَ مرتحـــلٌ
والشّعرُ يبقى أنينَ الرّوحِ في القلـمِ
حربٌ وجوعٌ وليسَ الفقرُ يرحمُنـــا
كالوحشِ يفترسُ الإصرارَ في الهممِ
والأرضُ في غفلةٍ هاجَ المزاجُ بها
هــزّتْ لتودِعَنــا في سُدمــةِ العــدمِ
حتّــام فـي هجــرة للـرّزقِ يبلعنــــا
موجٌ ويسرقنا من عصمةِ الحلمِ..؟
تشــرّدٌ فـي أقاصـي الـذّلِّ فرّقنــــــا
عـن الأحبّــةِ والخطْــواتُ كالحمــمِ

20- محمد شريم:

يا ربُّ فالطفْ بأهلِ الضاد قاطبـةً
واحفـظْ مكانتَهم في مَحفـلِ الأمـمِ
وصُـنْ بلادَهــمُ مِـنْ كــل كارثـــةٍ
وقسوةِ الحربِ والتّهجيرِ والخِيَـمِ
واجعلْ رُباها بنورِ العدلِ مشرقـةً
فقـد كفاهـا سـوادُ الظُّلــمِ والظُّلَـمِ
بعد الذي نالَها من بُؤسِ واقعِهـم
وما ألـمَّ بحـال العُــرب مِنْ سَقَــمِ
حتى تُعيـد لها ما كـان مِنْ عِظَــمٍ
في صَرح سؤددها يا بالغَ العِظَمِ!