Views: 4
* طيف *
عانَقتُ طَيفَكَ مُشتاقًا ومُحتَسِبَا
وَصُنتُهُ وحَفِظتُ الوُدَ والأرَبَا
زَمَّلتُهُ بِحَنانِ المُقلتَينِ وما
آخى فؤادي ولكن مَلَّ وانسحَبَا
ناشَدتُهُ الوَصلَ مُلتاعًا لِينصِفَني
لكِنْ تَسَرْبَلَ في الظَلماءِ واحتَجَبَا
ناديتُهُ مِنْ هدوءِ الليلِ :خُذْ بيدي
فقامَ مُعتذِرًا مُستَنكِرًا وأَبى
حاوَلتُ رَغمَ انكساري أنْ أُعيدَ لهُ
نَسغَ الحَياةِ ، فما أَلفَيتُهُ رَغِبَا
وكنتُ أحسَبُهُ ظِلَّاً ألوذُ بِهِ
مِنْ فَرطِ وَجدي ولا أُبدي لهُ عَتَبَا
وكانَ كالمُزنِ يَسقي حَرَّ قافيَتي
فَيزهِرُ الشِعرُ ريّانًا ومُنسَكِبَا
****
واليومَ أصبحَ لا دارًا ولا وَطنًا
فأينَ ألقاهُ ، مَنْ عَنْ دارِهِ اغتَرَبَا
نفسي فِداهُ إذا ألفيتُهُ أثرًا
يُصارِعُ القَهرَ مَصلوبًا ومُنتَحِبَا
كُلُّ الرسائلِ ما كانتْ لتُرشِدَني
يَومًا اليهِ وَلمْ أُحسِنْ لَهُ طَلَبَا
نَفسي تَئِنُّ وأَحبِسُها على وَهِنٍ
كأنَّ حَظّي على أعقابِهِ انقَلبَا
يا أيُّها الطَّيفُ عُذرًا لا تَحِدْ أَبَدًا
والزَمْ فؤادي ولا تَجحَدْ له سَببَا
شَوطٌ طَويلٌ على أَعتابِ فُرقَتِنا
وغُربةُ الرُّوحِ زادتْ هَمَّنا صَخَبَا
عبد الهادي الملوحي
14.10.2023
Discussion about this post