Views: 6
طُوفَانُ الأقْصَىٰ سيُغرِقُهِمْ
———————————
دَمِّر جِدَارَ العَجْزِ ؛ أنتَ المُفتَدِيْ
وانهَض بِثَأرِ الحُرِّ نَحوَ المَسجِدِ
واكْسِر بِسَيِفِ العَزمِ خَوفَاً مُردِيَاً
وارفَع جَبِينَكَ فَوقَ هَامِ الفَرقَدِ
واهْتِفْ بِصَوْتِ الحَقِّ إنّيْ مُسلِمٌ
لِلقُدسِ والأقصَىٰ أهُبُّ وأفتَدِيْ
مِن أرضِ غَزَّةَ قُمْتُ أغزِلُ عِزَّتِيْ
رَغمَ الحِصَارِ ورَغمَ بَطشِ المُعتَدِي
وأزُفُّ لِلمَجدِ العَظِيْمِ رِجَالَهُ
جِيْلَ البُطُولَةِ مِنْ غِرَاسِ السُّجَّدِ
هَبُّوا إلَىٰ المَيْدَانِ يَزأرُ عَزمُهُمْ
فالعَزمُ يَسْطَعُ فِيْ الفُؤَادِ وَفِيْ اليَدِ
ويَقُودُهُمْ لِلنِّصرِ نُوْرُ هِدَايَةٍ
والحقُّ والتَّارِيْخُ .. طِيْبُ المَحْتِدِ
نَهَلُوا مِنَ القُرْآنِ زَادَ مَسِيْرِهِمْ
وحَيَاتِهِمْ..أعظِمْ بِهِ مِنْ مُرشِدِ!
هُوَ لِلقُلُوْبِ حَيَاتُهَا وعَتَادُهَا
مِنْ نَهْجِهِ الوّضِّاءِ تَنْهَلُ تَهْتَدِيْ
سَارُوا عَلَىٰ الأهْوَالِ سَيْرَ مُجَاهِدٍ
فاللـٰه غَايَتُهُمْ ، وخَيْرِ المَقصِدِ
لا المَوتُ يُثنِيْهِمْ ، ولا كَيدُ العِدَا
عَاشُوا بِحَقٍّ قَائِدٍ ومُؤَيَّدِ
فَالقُدسِ تَرْنُوْ للأبَاةِ وتَشتَكِي
حُمَمَاً مِنِ الحِقْدِ الدَّفِيْنِ المُوْقَدِ
تَرْنُوْ بِوَجْهٍ شَاحِبٍ قَدْ هَدّهُ
جُبنُ العُرُوْبَةِ،وانتِقَامُ الحُسَّدِ
مَكْرٌ وتَطبِيْعُ ووَعيٌ زَائِفٌ
لِلَّـٰهِ قُدسِيْ! بِالمَآسِيْ تَرتَدِيْ
تَرْنُوْ لنَا والعَارُ يَلْفَحُ وَجْهَنَا
والصَّمْتُ عَارٌ للأبِيِّ المُفتَدِي
مَرِضَتْ..ولكِنْ مَسْتَحِيْلٌ مَوْتُهَا
سُقِيَتْ بِكَأسٍ مِنْ مَعِيْنٍ الخُلّدِ
مَرِضَتْ..ولكِنْ فِيْ الجِهَادِ شِفَاؤُهَا
قُدسِيْ حَيَاةُ الحَقِّ،قَبْرُ المُلحِدِ
مَرِضَتْ .. ولكِنْ قَدْ أتَاهَا غَوْثُهَا
إقدَامُ جِيْلٍ مُؤْمِنٍ مُتَجَرِّدِ
يَسْقِيْ رُبَاهَا مِنْ دِمَاهُ رَخِيْصَةً
سَارُوا عَلَىٰ نَهْجِ الحَبِيبِ مُحَمَّدِ
تَخِذَوا صَلاحَ الدِّيْنَ نِبْرَاسَ الفِدَا
أكْرِمْ بِجِيْل بِالأوَائِلِ يقْتَدِيْ!
وَيَدُوْسُ عَارَ الجَبْنِ؛عَارَ مُطَبِّعٍ
ويَدُكُّ بِالإقْدَامِ كَيْدَ المُفْسِدِ
مَنْ عَاشَ يَغْرِسُ فِيْ البِلادِ خِيَانَةً
غَرسٌ خَبِيثٌ مِنْ غِرَاسِ الغَرقِدِ
فِي القُدسُ جِيْلُ رَابِضٌ ومُرَابِطٌ
يَأبَىٰ الخُنُوعَ وبِالمَآثِر مُرتَدِ
مِنْ أرضِ غَزَّةَ يَكْتَسِيْ بِإبائِهَا
يَبْنِيْ لَنَا..لِلقُدْسِ آمَالَ الغَدِ
هـٰذَا بَيَانٌ للبَرِيَّةِ سَاطِعٌ
بِالحَقِّ يَنطِقِ..بِاليَقِينِ المُرشِدِ
القُدْسُ بَيْتُ بَنِيْ العُرُوبِةِ..مَجدُهمْ
صَرحُ الحَضَارَةِ والعُلا والسُّؤْدَدِ
فَاهْتِفْ بِصَوْتِ الحَقِّ إنّيْ مُسلِمٌ
لِلقُدسِ والأقصَىٰ أهُبُّ وأفتَدِيْ
———————————-
شعر/ عبد الحافظ السيد
( #أشعار_عبدالحافظ_السيد )
Discussion about this post