قولوا لفرعون / الشاعر علي بيطار

Views: 0

****** قولوا لفرعون *****

إنّا وإنْ فنيتْ منّا أواخرنا
لن نستكين ونار الغدرِ تتَّقِدُ
إنْ تقتلونا فإنَّ الموت غايتُنا
في نُصرَة القُدسِ طعم الموت يُفتقدُ
إنْ تحفروا نفقاً أو تفتحوا طُرُقاُ
فالتّيه موطنُكم والذُّلُ والنَّكدُ
أعطاكمُ اللهُ ما لم يُعطِ من أحدٍ
لم تشكُروا لم تقولوا إنَّه الصَّمدُ
ما أنتمُ اليومَ أو بالأمس غيرُ قذىً
في أعين النّاس أو في ماء من وردوا
لن تهدأَ العينُ والأقذاءُ تسكنُها
أو تستريحَ ومنكم حاقدٌ بلدُ
من يتَّقِ اللهَ كان اللهُ ناصره
فهو القويُّ ومنه العونُ والمددُ
هل تذكرون عصا موسى وما فعلتْ
بالمارقين غداة الزّينةِ احتشدوا
فرعونُ جاء بهم من كلِّ ناحية
كي ينصروه فكان الخزيَ ما حصدوا
ألقى العصا فسعتْ لا شيءَ يُرهبُها
من يومِها والعصا أحجارَنا تلِدُ
إنَّ الحجارةَ باسم اللهِ إنْ قُذِفَتْ
تُدْمي وتعمي فيهوي الحقدُ والحسدُ
سجّيلُ شاهدُنا في حرب أبرهةٍ
هل أفلحَ الشِّركُ والأفيال والعُددُ
في كلِّ شبرٍ منَ الأوطان منتظرٌ
رجمَ الشَّياطين طفلٌ طهرُهُ السَّندُ
في كفِّه حجرٌ من سور منزلِه
يحنو عليه فما في داره أحد
في عشْرِهِ حِقبٌ من ظُلمكمْ نُفِثَتْ
فاغتاظتْ الرُّوحُ والأحجارُ والكبدُ
اقذِفْ فإنّي من الرَّحمن مرسلةٌ
كي أسحقَ البغيَ والحقدَ الذي حقدوا
إنّا لنؤمنُ أنَّ اللهَ ناصِرُنا
فالبيتُ بيتُه والجدرانُ والعُمُدُ
قولوا لفرعون هذا العصرِ سوف ترى
طِفلاً يُؤذِّنُ والمُحتلَّ يرتعِدُ

^^ علي سجيع بيطار