Views: 0
نعَتِ المؤسسات الثقافية والأكاديمية في العالم العربي يوم أمس وفاة رجل الأعمال الكويتي
الأديب الشَّاعر الكبير /عبد العزيز سعود البابطين/ الذي كرَّس حياته وماله لخدمة الأدب
العربي وتخليد أعلامه في معجمه الشهير “معجم البابطين للشعراء العرب” وفي غيره من
المصنفات والدواوين الشعرية والأدبية القيِّمة، وكان آخرها عزمه إصدار ديوان بعنوان “شهداء
الأقصى” فكان بما قدم من أعمال صوتًا عربيًّا يتباهى بنُسغ العروبة في عروقه ـ رحمه الله
تعالى، وقد وردتني في رثائه هذه الأبيات عفو الخاطر وهي أقلُّ مما يستحقُّه بكثير…
ألا أيُّـهـا الـمـوتُ سُـقْـتَ الـمآسي وأوغَـلْـتَ فـيــنـا بطـعْـنِ الـمُـدى
ويـا نـاعِيَ الـمَـيْـتِ قـلْـت عـظيمًا أعـبـدَ العـزيـزِ اعـتـراهُ الـرَّدى؟
عـليهِ تـفـيـضُ الـدُّمـوعُ انـسكـابًا وتـأبى الـعــيــونُ بــأنْ تجـمُـدا
وتشتـعـلُ الـنَّـارُ بـيْـن الـضُّـلـوعِ ومـا كـان لـلـنَّــارِ أنْ تـخــمُــدا
هو الـماجدُ الـمُحـتـفي بالحـروفِ وبالـشِّعـرِ يخـضَلُّ فـيـه الـنَّـدى
وقـد كـان فـي عـصـرنـا فـارسًـا وكــان الـحــكـــيـمَ إذا ســـــدَّدا
فــكــمْ قــد رعــى نـبـتـةً غـضَّةً ولـوْ حـادَ عـنها فـلـن تـصــمُـدا
وكمْ كـان يسقي رياضَ الـعطاءِ تَـبُـثُّ الجـمـالَ يـطـوفُ الـمَـدى
وكـمْ سـطَّرَ الأدبَ الــمُـجـتــنى فــكـــان لــه لُـحــمَــةً والـسَّـدى
وكــمْ مــرَّةٍ كــرَّمَ الـمُـبـدِعـيـن وزفَّ الــقــصــائـدَ كـيْ تُـنْـشَـدا
وكمْ صنَّـف الكُـتْـبَ يرجو بها خــلــودًا لأفــــذاذِنـــا مُــســعِــدا
وقد كان كالقَطْرِ يهْمي غزيرًا فـيـروي الـغِـراسَ بـسيْـلِ الجَـدا
فـأنـعِـمْ بـه حـقَّـقَ الأمـنـيــاتِ ومــا كــان فــيـهـا يَـضُـمُّ الـيــدا
وشاد صروحَ الجمالِ المُنيفِ وزيَّــنــهــا بـضـــيــاء الـهُـــدى
لقد عاش فينا الأديبَ الأريبَ وحـــاز الــمــروءةَ والـسُّــؤددا
وأيـقـظَ فـيـنا فـيوضَ الـبهاءِ تـصـافِـحُ تـاريــخَــنـا والـغَـــدا
فـكـان عـلـى عَـهْـدِهِ سَــيِّــدًا وظَـــلَّ بــإشْـــراقِــهِ الـسَّــيِّــدا
فهـل آنَ أنْ يستـريحَ الجـوادُ وهـل آن لـلــسَّـيْـف أن يُـغـمَـدا؟
سـيـبــقـى بـنـا ذِكْـرُهُ خـالِـدًا وقـد شَــعَّ نـجـمًـا لِـكـيْ يَـخْـلُـدا
محمد عصام علُّوش
3/جمادى الآخرة/1445هـ /16/كانون الأوَّل/2023م
Discussion about this post