Views: 93
الشاعرة هدى عبد الغني : نصّ سعدالله بركات ملحمة نثرية
بعد قراءتها نصّ،، على جناح الشوق ،، وهو فاتحة كتابي ،، أوراق من وجع الغربة ،، نثرت الشاعرة هدى عبد الغني بعض أزاهير يراعها على سطوره فكتبت تقول “(( نصك ملحمة نثرية على محراب الحنين ، لله درّ حروفك ، ما أشدّ وقعها !إنّك تنثر الأشجان ولغتك ممهورة بالوجد والإبهار ، وتتبرّج معانيك وتتلو آيات الشوق والذكريات (يشدّني الحنين عاجلاً إليك يا شام ) ، تبايع القلب من أعلى نبضاته بالذكريات ، لتطرب الروح وينتشي القلب. ما أروع حبرك أيّها المبدع الذي ينتقي كلمات تنبع من أصدق المشاعر وأرقى الأحاسيس، إنها غفوة بين أمواج الذكريات ومراكب الحنين (وقهوة الصباح شهية هنا ولكن ليس بشهية رشفة تعانق صرح قاسيون ) هذا هو حرفك سيظل قنديلاً متوهجاً يشق غرور ويعيد للإبداع رونق الدهشة ومن أعذب وأنقى الحروف عندما يسيل حبرك إبداعاً ، وأنت تتغنى بجمال صدد وحنينك إليها (أشتاق إليك يا صدد فما غادرتك مرة إلا وعددت الأيام والساعات ) أستاذ سعد الله تاهت حروفي أمام هذا النبع المتدفق من الروعة والجمال، وبقيت حروفك في رحلة طويلة ما بين الشام وصدد وصارت أشرعة الشوق ترخي سدولها كلمات توشحت على عرش الأبجدية بوركت يد خطت ، وعقل أبدع ،وفكر صوّر، سيظلّ حرفك قنديلا يشق غرور الليل ويعيد للإبداع رونق الدهشة..))
===============
وهاكم النص الأصلي :
،،على جناح الشوق “
*كطفل يحبو إلى ظلّ أمه ، كعصفور يرنو إلى عشّه ، ومثل زنبقة عطشى ، أعود بظلي إليك ياشامة الدنيا وشامها .
مثل قطرة ماء تتعشق ذرّات الثرى ، يشدّني الحنين عاجلا إليك ياشام ، إلى عبق شوارعك والأزقة ، إلى ساحاتك وهي تغفو على كتف قاسيون فتستنهض معه بأسمائها التاريخ بسمو شموخه .
إلى صروحك والأوابد ، تقص حكايات الحضارة وأبجديتها التليدة ، وكل ماتراه عيني لايغنيني عن كنوزك والدرر.
الخضرة على مد النظر والغابات تزنر البيوت بنضارة يجددها خير السماء ، لكنها لاتعادل في ناظري بعضا من نضارة أشجار الربوة وتغريد أوراقها على إيقاع خفقات بردى وخريره ، وهو يخفّ ليروي حقول المشتهى في غوطتك وأشجار المشمش والياسمين.
وقهوة الصباح شهية هنا ، ولكن ليس بشهية رشفة على شرفة تعانق صرح قاسيون ، لتنفتح مع خيوط الفجر الأولى – قبل أن تقبّلها شمس الصباح- على آفاق مديدة من سهول ووهاد ، وما تختزله الربوع وتشي به من خيرات و ما تحتضنه من ذكريات.
أشتاق إليك يا صدد ، فما غادرتك مرّة ،إلا وعددت الأيام والساعات ،وتراني هذه المرّة أعدّها بالدقائق والثواني ، فعلى أجنحة الشوق تلتهب المشاعر والأماني.
على أجنحة الشوق أحملك أيقونة بين الضلوع ، وأطوف بها مع الذكرى فأمخر عباب السماء ، وأعود إليك على جناح شوق لمسامرة جار ..صديق ..أوقريب .. أصابحه أو يماسيني ، أفرح له أو يواسيني ، وعلى جناح توق لكأس من المتة في فيء عرائش العنب وقد ربيتها يوما بيوم ، سيظلّ يحملني إليك على أمل أن أستظلّ بها إلى جانب بيت ابتنيناه ، لبنة لبنة على مرّ سنين ، وأمّا عن وداع الوالدة التسعينية – وقد رحلت بلا وداع كما أبو كمال وأعزاء – ، فما عساني… ما عساني أن أقول؟ !!!!…..غير ما قال شوقي :
..
بِهِمَا فِي الدُّمُوعِ سِيرِي وَأَرْسِي نَفَسِي مِرْجَلٌ، وَقَلْبِي شِرَاعٌ))
#الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
* الخاطرة كتبت في تموز 2012 مع بداية الاغتراب ،وتراكم عليها سنون…وشجون …
…