Views: 32
ثقافة الفيسبوك بين التحفيز والمجاملات
* بقلم الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
# في مقالته عن التهافت على الألقاب ، التي نشرها في صفحة ملتقى عشتار الثقافي، [ ١٩ / ٣ / ٢٠٢٤ م] ،عزف د. أحمد مبارك الخطيب على وتر حساس ، ولامس واقعا معاشا ، ومن أسف في أوساط نخب تسودها فوضى التفخيم و ،، الأستذة ،، أو الإطراء، بمناسبة أو من دونها ، على ما تصدمنا به ، وعلى مدار الساعة صفحات الفيس بوك وأخواتها .
ولكنّا مع د. الخطيب لا ننكر ، فوائد هذه المنصّات في سرعة التواصل وتلاقح الرؤى والأفكار ، بل ونقدّرها، ولا نحسب وقفته تلك ونقاشها، إلاّ من هذا المنطلق ، والعمل على تلافي السلبيات وتكريس إيجابياتها تطويرا للرؤى و تعميما للفائدة تكريسا للقيم العليا في المجتمعات .
بداية ، دعوني أسجل للدكتور الخطيب السبق أولا في مقاربته ،،أدب الفيسبوك،، وبموضوعية ، و فيما تناوله وطرحه من آراء قيّمة ، بل وملحة في مقالته المذكورة ، وهي تستحق مزيدا من التمعّن و الاهتمام ، ولكن ما لفتني أكثر ، مايتعلّق بالوسطين الأدبي والإعلامي، يقول د. الخطيب :(( وإذا انتقلنا الى الأدب ، فالالقاب كثيرة ، الأديب ، والروائي ، والكاتب ، والشاعر ، والقاص ، والناقد ، وكلّهم يخاطب بعضهم بعضا بلقب أستاذ ، وحديثا جدا عمّ لقب الأستاذة بين الأديبات . وحين وجدت وسائل التواصل ، صارت الفرصة مهيأة للانقضاض على الألقاب واقتناص اللقب رغما عن المؤسسات المعنية ، وأخذت وسائل التواصل تجود بهذه الألقاب سواء أكانت بجدارة أم بغيرها .
فكل من كتب قصيدة .. اعترف بها ….أم لا أصبحوا شعراء ، ، وهو ما حصل تماما في القصة والنقد والرواية . وقد استخدمت هذه الألقاب في بعض الأحيان استخداما دونيا ، وحصل عليها من لايستحقّها ))
لقد شخّص الكاتب الداء الخطير الذي يتغلغل في الجسم الأدبي ، ووضع النقاط على الحروف ، بلا مواربة ولا مجاملة ، ما يضع المعنيين أمام واجبهم الأدبي والأخلاقي ،في التنبّه إلى مخاطر هذا التهافت المضطرد على التلطي وراء ألقاب وصفات، توهم القارئ ،لابل قد تحرفه عن الصواب قبل أن يكتشف ضحالة ما وراء الأكمة .
يلاقيه في ذلك الشاعر أديب نعمة ، الذي توقّف بحماس عند آراء د. الخطيب ، وهويشدّ على يديه حين رأى فيها:” صرخة في عالم الأدب ،صادرة عن وجع ممّا المّ بالأدب من وهن وضياع …كاد يُفقده أصالته ….” داعيا في تعقيب على الصفحة ذاتها ،أهل العلم والأدب وملتقى عشتار وغيره من المنتديات الأدبية إلى العمل معا لإنقاذ الأدب .”
إلّا أن صرخات الأديبين ، الخطيب ونعمة ، وقد دعمتها د. آسية يوسف مديرة ملتقى عشتار ،
فأثنت على رقي طرح أديب ، ونوّهت بتعليقات تردها بعيدة عن الموضوع ، يصرّ أحيانا أصحابها على عدم تغييرها ، ومنهم ( للأسف أدباء وأديبات ) مناشدة الأدباء مجددا ،مواكبة منشوراتهم والرد على تعليقات زملائهم وتقييمها.
وعلى نحو تكاملي ، يتوقّف الشاعر أديب عند وضع آخر سائد في بيئة الفيسبوك ، والمتمثل بكثافة الاطراءات والمجاملات التي لا تخدم الثقافة وإنّما تنحدر بها ، فزيادة المجاملات ، كما زيادة النقد المجرّح ، تفقدهما مصداقيتهما ، لنتمعّن فيما قاله أديب نفسه في منشور آخر أنه :(( بعد الانتهاء من التعليقات والردود ،على منشور ما مهما كان موضوعه ،وقمنا بإخفاء المنشور وأعدنا التعليقات والردود بعد فترة وطرحنا السؤال المشروع على القارئين :[ ما الموضوع الذي تناوله النص ؟ ] وكان عدد الإجابات مئة، فلابدّ من إبداء الدهشة عندما نجد ٩٧ ٠/٠ إجابة أن الموضوع [غزل إباحي ] و٣ ٠/٠ لامست صحة الموضوع !!!؟؟؟))
وإذ يبدي صدمته لانحدار المستوى ، ولاغتباط الكاتب بهكذا تعليقات ، تراه يدعو إلى التزام التعليق بالنص ومضمونه ،ورفْض الكاتب أي تعليق لا علاقة له بالنص، أو اقتصر على التودد والإطراء [ جميل.. العطر ، أزهاري… ] على سبيل مجاملة ، لكنه لم يكتف بهكذا مناشدة بل طالب بالعمل على “التنديد ” بما لا يخدم الإبداع ، ” ولا ملامة على حماة الأدب” .، ولذا تتوالى تعليقاته معبّرة عن تذوّق عميق ورؤية نافذة، كما عديدين ، وبمثل ذلك يكون التحفيز ، وحبّذا لو يتضمّن إشارة لمكمن إيجابي ، لغة صورة ، أو لفت عناية لخطأ ما ،وجلّ من لا يخطئ ، ولا سيما طباعة ،حيث الاحتمالات كثيرة بضغطة ما .
#ولكن صديقي أل “أديب ونعمة ” للأدب ، سها عمّا تداولناه مرارا ، أنه حين يكون المنشور حوارا أو مقالة عن مبدع ، تنهال التعليقات للمبدع ، وكأنّه لم يحاوره أحد ،وما كتب عنه أحد ، وقد لاحظت ذلك من بعض ضيوف تجاهلوا محاوريهم !!!؟؟؟ هو ” سهو ” لمسته من أقرباء وأصدقاء حين تجاهلوا الكاتب وذهبت تعليقاتهم إلى من كتبت عنه ، فشكروا غيري وصرت في خبر كان..
# وأما ماطرحه د. الخطيب عن الأستذة الدارجة ، فقد أثلج صدري ، كوني أتمنى تكرارا على الأصدقاء باعتماد زمالة المهنة أو الفكر والقلم ، بلا أستاذ ،لأني أراها فضفاضة وسبيل مجاملة إن كثرت تحوّلت لعكسها ، وأما اللقب الأحبّ على نفسي ، هو الإعلامي كوني أمضيت 37 سنة في الإعلام المسموع والمرئي ، وإن مارست الكتابة الصحفية ، فقد اتفق تعارفا ، وليس بتصنيف اتحاد الصحفيين ، أن من يعمل في الإذاعة أو التلفاز يدعى إعلاميا ، ومن يعمل في الصحف يدعى صحفيا فليعذرني لهذا التوضيح الصديق الأثير د. الخطيب و” مبارك” للأدب عطاؤه ورؤاه .
* ليلك برس/ أزهار الحرف