Views: 16
في كتابه الجديد ، ناصر رمضان يغوص في أعماق النص ، ليظفر بلآ لئ مضمونه؟
بقلم الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
# العلاقة بين الشكل والمضمون ، جدلية ، تنسحب على غير مجال في الحياة ، وعلى أيّ منتج فكري أم صناعي ، ومدى تناسقهما أو تكاملهما بل ،وتطابقهما ، يؤثّ. بشكل مباشر على تسويق المنتج ، وخاصة الفكري ، حيث التراجع عن الخطأ ، ليس بهذه السهولة ،إن لم يكن مستحيلا .
ولعلنا نحن أهل الإعلام ، أدرى بهذه المسألة ، حين كنا نركز على عنوان لبرنامج متلفزا، أو إذاعيا، بما يكثف المتن والرسالة ، فينجذب المتلقي للمتابعة ، وإذا ماصدم بخلل في هذه العلاقة التبادلية ، بين شكل البرنامج ،من حيث الإخراج ، والعنوان الجاذب للمضمون ،
من هنا تأتي أهمية عنونة ،، الأديب المصري، ناصر رمضان لكتابه النقدي الجديد ، << النصّ بين الشكل والمضمون >> ( دار اسكرايب – القاهرة ٢٠٢٤)
يضم الكتاب وعلى مدى 200 صفحة ،دراسات نقدية لنتاج خمس شاعرات ، وسيرهن الأدبية ، وحوارات معهن :
*مريم كدر و يقين حمد جنود- سورية، وعبير عربيد، زينة حمود، ، آمنة ناصر- لبنان،
وشملت مقاربة قصيد مريم ، وقائع ندوة ملتقى الشعراء العرب حول ديوانها ،،على رصيف الحلم ،،أدارها الأديب ناصر فقدم إحاطة شاملة بالديوان ورؤى الشاعرة مري عبر مقاربة معمقة فوصفها بمقالته تحت عنوان ،،الاغتراب بين الشكل والمضمون ،، ص١٢٦- ١٤٢ بأنها :” شاعرة وناقدة ومثقّفة من طراز فريد. تحدّثتُ معها فوجدتها بحرًا لا قرار له. ورغم كلّ ما مرّت به، فإنّها مازالت مُحِبّة للعلم والثّقافة وللأدب وللّغة العربيّة والشِّعر العربيّ الذي تحفظ منه الكثير وتستدعيه وقت الحاجة ويشهد الله أنّي رأيتها معجمًا لغويًّا وأدبيًّا على الأرض يتحرّك.
مريم تقرؤها ولا ترحل ،لأنّ شِعرها يمثّلك، وشعورها يصلك، وحنينها، وحلمها المسلوب هو حلمك المسلوب.”
وأما مشاركتي ،، كاتب السطور ،، فقد مرت علي مشوار مريم الإبداعي ، ص ١٤٣-١٥٦وقلت فيها :
” على أجراس الذكرى ، تعزف مريم بعض قصائد مجموعتها الجديدة ،،على رصيف الحلم ،، حيث الفؤاد مكسور.
كما في (حقائب النسيان) ص 13 :
“أودعت ذكراك في حقائب النسيان
وأودعت معها شظايا الفؤاد المكسور”
ما بين،، جنون حلم ،، و،،على رصيف الحلم ،، ثمة لمريم ،،موعد مع الحلم ،، ص 6 ، ولعلّها تحقّق ما تحلم به ، والحلم رفيق الإبداع .
حتى إذا اقتلعتها رياح الغربة من بيتها ، ومن بين تلامذتها ، ومن منابر الأماسي والمهرجانات ، أخذ البوح مداه وسع الحنين ، ،فراح قصيدها يضيء ليل غربتها ، فرتّلت ،، ليل القناديل ،، كأولى قصائد مريم في المغترب ،وراحت ترسل معانيها على جناح توق وبوح في سلاسة تعبيرية جاذبة :
((كدمع الزيت في ليل القناديل
وصوت الآه في نايٍ تحطّم
من حميم الشوق
من وجع المراسيل”
# في القسم الأخير من الديوان ، تتوقف مريم عند مرارة معاناة ، فتسمه بعنوان : ،،من وحي مواجع الغربة ،، كما في قصيدة نجوى مغترب ص ٩٥:
“نذوب شوقا لدهر كان يجمعنا. بكلّ غال عزيز من أهالينا
فمنذ صار هذا البعد ديدننا. وراحة البال ما عادت تلاقينا ”
# لعل مايلفت في عديد قصائد مريم أنها بوح مغنّاة شعرية ، بل تراتيل يجود بها ،يراع شاعرة متمكّنة لغة وأفكارا، ومتشبّعة رؤى وقيما مرفوقة بموهبة إبداعية ،صقلتها معايشات ، و راكمتها سنون .
كما تضمن الملف شهادة الشاعر أديب نعمة ص ١٥٧-١٦١وفيها قال:” مريم كدر شاعرة وأديبة ، والغوص في ديوانها ( على رصيف الحلم ) يكشف لنا عن شخصية شعرية متميزة ،ى تناولت موضوعاتها بعفوية ودون تكلف أو تصنًّع وهذا شأن الاديبة المطبوعة التي تلامس كلماتها أشغفة القلوب كما في قصيدة مدائن الفرح المغلقة ص ٩ .
وأما فاتحة الكتاب ،فمقاربة معمّقة من الكاتب لمجموعة الشاعرة عبير عربيد بعنوان ،،ثلاثية عشق ورقصة التجلي ،، ص٧-١٨ ” في ثلاثية عشق توحّدت عبير مع العشق والمعشوق ، فولد جما اللغة ، وانبثق نور تأمل ،فعزفت ت سيمفونية الحياة بحروف اللغة
العذبة. عادت عبير بعبيرها الفواح فأبدعت بعدما وحدت نفسها
في الحب ونذرت نفسها له :
“ابذر مشاعرك اتركها تمتزج بمشاعري
ابذر كلماتك في مسامعي،
قل ما يخطر ببالك وبالي
لا تختر العبارات أطلق عنانها
فحروفك تحمل قواميس كل اللغات”
وتحت عنوان ،، فتات ضوء ..و استبطان الحكمة ،،قارب مجموعة آمنة ناصر ص١٩-، ٢٦في فتات ضوء نجد حب الشاعرة للوطن، للأسرة، للحياة بصوت الحكمة وصوت الإبداع المتجرد الضارب في أحضان اللغة والبلاغة والإيجاز والمجاز والحكمة الخالدة، والصورة النافذة إلى الأسماع. القلوب .
وفي مقاربته ل،،سنبلات مضيئة ،،لزينب حمود والألم الذي يفجّر الإبداع ص ٢٧-٤١ يقول الكاتب ناصر :”
“في ومضات زينة حمود سنبلات مضيئة (الخوف) (الممزوج)
بالفرح الدفين أو الفرح المبتور بسبب فقدان الوطن لضمان حياة
الإنسان فيه، وفقدان الحبيب الذي ولد لديها نوع من الغربة الداخلية شحذت زينة ومضاتها وثقافتها في اعتمادها على اللغة والتكثيف لتدافع عن وجودها في الحياة فتعترف بالحب والألم”
قبل أن يتحفنا ببريق من ومضاتها البليغة .
وإذ يتوقف عند صدور ديوان ،،لين ،، للشاعرة السورية يقين حمود ، منوها بما كتبه سابقا عنه ، وبحوارها مع،، أزهار الحرف ،، ضمن قسم الحوارات ص٤٧-١٢٢.
قبل أن يطالعنا بمقدمة الشاعرة اللبنانية غادة حسيني أمينة سر ملتقى الشعراء العرب لندوة الملتقى عن ،،ثلاثية عشق ،،لعبير العربيد ص١٢٣ ١٢٦.
قسم التراجم ، وهو الأخير من الكتاب ص ١٦٧- ٢٠٠١، حوى سير الشاعرات الخمس ومن حاورتهن ، الشاعرة جميلة بندر، ولكاتب السطور سعدالله بركات١٨٣- ١٨٧ والشاعر أديب نعمة ص١٦٧-١٦٩ والكاتب ناصر ، ١٩٢- ٢٠٠١ ، وبصدور هذا الكتاب يبلغ عدد مؤلفاته إلى ٦٦ منجزا أدبيا بين شعر ونقد ودراسات فكرية .
الكتاب ،،بين الشكل والمضمون ،،
المؤلف ناصر عبد الحميد
تصميم الغلاف الفنانة اللبنانية منى دوغان جمال الدين
تدقيق لغوي رانيا الشريف، ثريا فياض، يقين حمد جنود،
*مراجعة وتلخيص سعدالله بركات