Views: 47
عن النقد الادبي
بقلم الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
من أسف تعوّد بعضنا ، أن لم يكن أغلبنا ، على إطلاق الأحكام الاجتماعية على عواهنها ، إن مدحا ،أو قدحا ، تسرّعا أو لغايات في نفس يعقوب ، ومن غير أدلّة ، أو ببعضها الواهي .
ومن أسف شديد أيضا ، تسرّب بعض ما تعوّدناه ، إلى ثقافتنا العامة والأدبية خاصة ، فلا مجال للإنكار ، أن النقد الأدبي ،يعاني قديما من تسرّب هذه الظاهرة إلى ساحته ،فكيف بعد ،دالفيس بوك ،،ومجاملات تعليقاته ، أو تهجّماتها ،،بلا سند معلّل .
لكنّ ومن خلال متابعاتي ، لفتتني دراسات وآراء نقدية ، تمنهج النقد أسلوبا وغاية ، فالدكتورة آسية يوسف (شاعرة وناقدة أكاديمية ) تشدّد على ضرورة امتلاك الناقد القدرات ، و الأدوات الفنية اللازمة لسبر النصوص الأدبية :”الناقد الحقّ من يمتلك أدواته الفنية من معرفة موسوعية و ثقافة عالية ، وإلمام بأصول اللغة والنحو و البلاغة و العروض …، ومن يتوصّل إلى هذه الدرجة من الثقافة من الطبيعي أن يترفع عن الانحياز ، والنقد عموماً يجب أن يتصف بالموضوعية و ، وتوضيح السلبيات و الإيجابيات في النصّ بغضّ النظر عن أصحابها” .
وهي توضح أن النقد في اللغة هو النقر لتمييز الجيد من الرديء…من دون لدغ كما في برنامجها (نص تحت المجهر ) حيث تعيد نتاج النص أو القصيدة و تحلل الإيجابيات و الظواهر، ثم تشير إلى المآخذ دون تعريض بصاحب النص. معتمدة على الشواهد المعللة ، والمقنعة . على نحو ما يذهب أيضا ، د.علي لعيبي – شاعر وناقد عراقي ،حيث يقول :
((العلاقة بين الشعر والنقد علاقة جدلية
حيث لا قصيدة بدون نقد، ولا نقد بدون قصيدة ،
فسوق عكاظ ،كان مكان النقد و التقويم.
ود .أسيا يوسف واحدة من الأديبات التي جمعت بين الشعر والنقد في ثنائية جميلة منتجة ))
#د.م. أسامة حمود ،شاعر وناقد سوري ، يركز على إفهام المتلقي ويستحضر مع جان كوهن مقولة شعرية الانزياح:” إن الإيحاء وظيفة الشعر، ، والانزياح في الشعر خطأ متعمد، يستهدف من ورائه الوقوف على تصحيحه الخاص”. هذا التصحيح هو الذي يتم عن طريق ما يسميه كوهن ب “نفي الانزياح” مضيفا :”نفهم من هذا أن شعرية الانزياح تتحدد بمقدار ما يتيحه من إمكانية تفكيكه من قبل المتلقي. وهكذا يمكن القول بأن اللغة الشعرية، عليها أن تحافظ على أسباب التواصل مع المتلقي، بمقدار ما تسعى إلى مخالفة المألوف ، وأن لا تؤدي إلى الغموض الذي يقوده إلى القطيعة مع المتلقي
ثم يتوقف عند رؤية نزار قباني :”بأن دوره كشاعر ، قد تحقق بإنزال الشعر إلى الشارع “ليلعب مع أولاد الحارة ويضحك معهم ويبكي معهم ، منوّها بأنه :”بالرغم من بعض آرائه القليلة حول قضية التحرر اللغوي كقوله إن “الشعر عصيان لغوي خطير على كل ما هو مألوف ومعروف ومكرس،فإن هاجس التواصل ظل موجها لتجربته الشعرية،
ويسقط د. اسامة ذلك :”على تجربة لجين اسماعيل القادمة من واحة النص النثري إلى عوالم الشعر الموزون، فإننا نرى توظيفًا مميزًا للصورة الشعرية والانزياح ، فنراها تقول في قصيدة (عطر الكلمات) عبارات من قبيل: تذوب أعصاب النجوم.”
# الأديب المصري ،ناصر رمضان عبد الحميد ، تراه كشاعر وناقد يؤكد على :” توافر عدة عناصر تساعد على الإبداع ،ينبغي توافرها وشحذها على أقل تقدير من أجل أن تتفجر لديه موهبة الإبداع كاللغة والاستعداد ، والموهبة وممارسة الحالة الإبداعية عن طريق القراءة والحفظ والاحتكاك بالمبدعين، أليس الإبداع كما قلت سابقا عملية فيزيائية بحتة والتجربة هي عمادها ،، وهي التي تجعل المنتج يختلف من شخص إلى آخر ،والإطلاع والحفظ، وهو ما يسمى عند النقاد بالثقافة الشعرية ، وأستطيع أن أقول أن ضعف الشعر والأدب عموما أساسه عدم الحفظ ، ، وهي فرية مورست على الأجيال الحالية، حين طلب منها عدم الحفظ والاكتفاء بالفهم ، رغم أن الحفظ لن يمنعك أبدا من الفهم .”
في الأدب
د. احمد مبارك الخطيب ، ناقد أكاديمي ومحام سوري ، توقّف عند ،، أزمة الناقد المزمنة ،، فقال :
” ليس جادا من يتصدى للنقد الأدبي وهو غير مسلح بثقافة عالية تؤهله للدخول إلى عالم النص الذي يفترض فيه أن يكون عملا إبداعيا ، وفي هذه الحالة يحتم على النقد أن يكون هو الٱخر عملا إبداعيا في المستوى نفسه من إبداع النص المدروس . وإضافة إلى الثقافة العالية ، عليه أن يمتلك ادوات نقدية يستطيع بواسطتها القيام بالدور المنوط به كمبدع ٱخر في قراءته العميقة للنص . وتعني هذه الأدوات أن يمتلك معرفة عميقة بمناهج النقد المختلفة ، وخبرة عالية في دراسة النصوص ، وعلى رأس ذلك الموقف الموضوعي من القطعة الأدبية المهيأة للدراسة ، فلا انحياز ولا محاباة ولا انصياع للميول أو للإغراءات …على أن يقدم للقارئ مايساعده على تذوق النص ، وتوضيح ماغمض منه ،.
*سعدالله بركات – ليلك برس / عشتار