Views: 12
أسير ضالّتِهِ
تغريد بو مرعي – لبنان – البرازيل
سقطَتْ أرْصِفَةُ الإنتِظارِ،وَأنتَ المُذنِبُ الأوّلُ وَأنتَ المُتسَرْبِلُ بينَ الحُطامِ والحُطامِ،كَشرْخٍ تَشلّعَتْ أوْصالُهُ.
كان الوَهْمُ قدْ فرّقَ رَحِمَ العَجزِ،وَأثارَ جدَلًا تراجيدِيًّا غيرَ مَفهومْ
وَكانَ التّرَقّبُ وقتَذاكَ مُنشغِلاً في تدْبيرِ المَكائِدِ ، يُوَلّدُ مِنها ذبيحَةٌ سقطَتْ خرابًا.
ألإنفِصامُ كان أبْعَدَ مِن أنْ يلْتَقِطَ حبْلَهُ السّرّيَّ، وَيَرْبِطُهُ بِما يُناسِبُ أساطيرَ الأوّلينَ.
كَمَن راهَنَ على ليْلَةٍ ظلْماءَ وَبينَهُ وَبينَ البينغْ بانغْ سِفرُ التّكوينِ…
كُلّ وَهْمٍ أقيمَت على جنباتِهِ فيزياءُ الليلِ،وَتشابَكَتْ ذرّاتُهُ لِيُخرِجَ مِن سَرْمَدِهِ خرافَةَ التّيهِ.
كُلّ وَهْمٍ اتّسَعَتِْ إنقِساماتُ أصابِعِهِ حتّى تفَرّقَتْ إلى أحزابٍ وَشِيَعٍ.
كلّ وَهْمٍ في طريقِهِ إلى كلٍّ مِنّا.
ذاكَ القائِمُ على اللاشيءِ،ذاكَ المَرْئِيّ واللامَرْئِيّ،ذاكَ المُرْهَقُ بالطّقوسِ والرّموزِ واللعَناتِ.
فَلْتُصْغِ لأصْواتٍ مَوْسومَةٍ بالتّيهِ الأبَديّ،وَلْتُصْغِ لِخرافَةٍ التَصَقَتْ بِرَحِمِ الطّيفِ.
كان مِنَ الصّعْبِ أنْ يَبْصُقَ التّبَلّدُ عِرْقَ مَسامهِ،وَكان مِرارًا يَقرأ كفّهُ المُصَدّعَ بالسّهْوِ وَاللهْوِ،حتّى حينَ مَزّقَ وَجهَهُ في زحْمَةِ الليْلِ ، كان واضِحًا أنّهُ أسيرُ ضالّتِهِ.