Views: 15
هُجِّرتُ عن ذاتِ دِلٍّ لا غُلُوَّ إذا
قالوا هيَ البدرُ أو كالندِّ للبدرِ
وَمُذ حُرِمتُ جَناها واكتفيتُ بِما
في جيبِ منفايَ ما عوفيتُ مِن فَقرِ
والآن أفلستُ مما أستعينُ بهِ
في غُربتي بعدما أنفقتُ من صبرِ
قد كدتُ أسلو، ولكن كان يمنعُني
ما يَمنعُ النخلَ أن يعلو بلا جذرِ
وكنتُ أدري بأنَّ الشوقَ محرقةٌ
وكنتُ أُكوَى بهِ من حيثُ لا أدري
لو كانَ كَسري بِعظمي كنتُ أجبرُهُ
لكن بروحي وما للروحِ من جبرِ
و ليتَ في ظهرِ هذي الأرضِ مُتَّسعاً
يكفي لكنتُ رميتُ الهَمَّ عن ظهري
فلن تكوني لنا أمَّاً نَبرُّ بها
يا شامُ إن لم تجازِي البِرَّ بالبِرِّ
لو كانُ قلبكِ صخراً ما زهدتِ بِمن
يهواكِ لكنهُ أقسى من الصخرِ
فلم تكن تعرفُ الأكفانُ لِمْ نُسِجَت
حتى أشارَ إلينا الموتُ بالعشرِ
ونحنُ نبحرُ عكسَ الريحِ نسألُ مَن
يُجيرُ قاربنا من غضبةِ البحرِ
نهوى السماءَ ونعلو ليسَ عن كِبرٍ
لكنها أليقُ الأوطانِ بالطيرِ
#صفية_الدغيم