Views: 4
عَنِّي وعنكِ وعن آثارِ تذكارِ
للآنَ أبحثُ من دارٍ إلى دارِ
ما تهتُ عنكِ فدمعي كانَ خارطتي
والهمُّ دربي و طولُ الصبرِ مشواري
ما كنتُ يوسفَ لكن كنتُ أشبهُهُ
لو كانَ أُلقِيَ في جُبٍّ من النارِ
أَمِن وصولٍ لِمن عيناكِ مَقصِدُهُ
إن كانَ يمشي على أسنانِ مِنشارِ؟
ما غابَ ذكركِ لا والله يا بلدي
عني ولا عنهُ غابت جُلُّ أشعاري
إني حملتكِ في قلبي وفي كبِدي
فإن شَكَكتِ فَفُكِّي عنكِ أزراري
ما دامَ حَبُّكِ دائي ليسَ ينفعُني
طبُّ الطبيبِ ولا أعشابُ عطَّارِ
تركتُ أرضكِ لا كُرهاً ولا مَلَلاً
لكن جَرَت عكسَ ما أهواهُ أقداري
فكيفَ أسكِتُ جوعَ النفسِ في بلدٍ
وقمحُها لم يزل في كفِّ بَذَّارِ
مالي عليكِ عتابٌ، ساذَجٌ عَتَبي
عليكِ إن كنتِ لا تدرينَ أخباري
لا عطرَ فيكِ، فإن كذَّبتِني فَسَلي
ماذا جَنَتهُ يدي من شَمِّ صَبَّارِ
لَمَّا أحَلَّ دمي ما قالَ لي قَدَري
لكِ المشيئةُ دوني فيهِِ فاختاري
الذنبُ ذنبكِ إن غَيَّرتُ بوصِلَتي
لا ذنبَ إن غَدرَت ريحٌ لِبَحَّارِ
هل تُسألُ الشاةُ عن أسبابِ رجفتها
إن كان من فوقِها سِكِّين جَزَّارِ؟
وحدي أنا الآنَ لا أهلٌ ولا وطنٌ
مُدِّي لِقلبي يداً يا رحمةَ الباري
#صفية_الدغيم