Views: 71
الناقد د. جودت ابراهيم :
“ حركة النقد الأدبي كحركة الحياة … وهي تلازم الأدب ..تطورا أو تراجعا “
* كتب الإعلامي سعدالله بركات
# قبل 40 عاما ويزيد ، جمعتنا زمالة صحافة ،وجامعة دمشق من جديد ، هو الذي تخرّج من من قسم اللغة العربية ، ليباشر دراساته العليا ، وأنا العائد إليها طالبا في القسم نفسه ، بعد سنوات من تخرّجي من قسم الصحافة .
وأما الزمالة والتلاقي ، فعلى صفحات جريدة ،، جيل الثورة ،، الطلابية في مكاتبها الجديدة في حرم الكلية ، كيف أنسى الحياة الأسروية مع عبد الحميد مقداد ،طالب عمران ، حسين وجودت إبراهيم ، مع حفظ الألقاب .
كان جودت ،يلفتك بهدوئه ،لباقته ، تحدّثه بالعربية السليمة ، وبطلّته كما أحاديثه الودية على جدية وطرافة وجدوى ، فضلا عن مقالاته الثقافية الجاذبة ، قيما ورؤى ،أسلوبا ولغة سلسين .
ومنذ راح يواصل دراساته خارج القطر وعلى مدى عقود لم نلتق ، إلاّ على صفحات جريدة ،،حمص ،، الغراء قبل عامين ،هو كاتب حاضر في الأدب والفكر ، وأنا في بعض مقالات عن بلدتي ،، صدد ،، ما سهّل سبل التواصل ،فإذا به على ودّه والوفاء ، وإذا بأبي بشار الأثير على النفس والقلب ، يجمعنا تحت ظلال ،،عبق الياسمين ،، ديوانه الشامل إنتاجه الشعري، قلم د. جودت يتصدره تقديما زاده شذى ، ومقاربتي للديوان نثرته مختزلا على صفحات،، الأسبوع الأدبي ،،الغراء عبق الياسمين يفوح شعرا لعادل ناصيف ،وقد أبدى تحفيزا أثيرا لها ،قبل أن يضمنها كتابه ،،قراءات نقدية في شعر عادل ناصيف ،،.
د. جودت أستاذ في جامعة البعث- حمص. باختصاص مبادئ النقد ونظرية الأدب، ، شغل العديد من المهام الأكاديمية ، الإدارية والعلمية ، ويعّد واحداً من أقطاب الحركة النقدية في سورية ، وعلى الساحة العربية ،.
عشقه للغات، تحدّثا ودراسة، أو بحثا وتدريساً، بدا مبكّرا “مذ كنت طفلاً صغيراً أسمع شقيقي الأكبر فرح يردد أبيات الشعر والقصائد الغنائية في دارنا في بحّور، وكان جدّي يحكي الحكايات في السهرات لضيوفه، وراح والدي يكتب لنا الأبيات المنتقاة من عيون الشعر ويسجّلها لنا – أنا وأخوتي- على الّلوح الحجري الأسود ويطلب منّا تكرار كتابتها عليه، ثم يمحوها ويكتب غيرها مجدداً، ويعيد الطلب يوميّاً صيفاً شتاءً حتى استقام خطّنا وصار عندنا حفيظة جيدة من الشعر، وتعلّمت الإعراب صغيراً، وما أن دخلت المدرسة مستمعاً ثم تلميذاً مسجّلاً حتى راح طلاب الصفوف الأولى يدعونني في فرص الدروس في المدرسة، وأنا في الصفوف الأولى، للتباري في الإعراب مع طلاب السنوات المتقدمة في المدرسة، ويسألونني عن الكلمات الصعبة في الإعراب وهكذا، بل أخذ الأستاذ غفرائيل اسبر المعلم الوحيد في المدرسة التي تحتوي على ستة صفوف من الأول حتى السادس يوجه لي الأسئلة، بشكل عام والإعراب وجدول الضرب بشكل خاص، عندما لا يتمكن بعض طلاب الصفوف المتقدمة (السادس والخامس) من الإجابة عنها… وكنت غالباّ أجيب عن الأسئلة فيطلب من التلاميذ التصفيق لي، وكان أحياناً يطلب مني شدَّ التلاميذ من آذانهم، وكنت أمتنع وأخجل من ذلك، وكانوا يكافؤنني فيما بعد كل بطريقته بعد الانصراف من المدرسة… وعندما انتقلنا إلى المدرسة الإعدادية في ناحية شين جاء لتعليمنا اللغة العربية الأستاذ منيف سلوم من قرية البطار- مشتى الحلو، وكان قد تخرّج حديثاً في جامعة دمشق، وكان مدرساً ناجحاً ومتميزاً فأحببت اللغة العربية وتعلقت بها، وكان لدي شغف واضح لكتابة الشعر وحفظه وإلقائه بالمناسبات العامة والمدرسية والوطنية عموماً، وما أن أنهيت المرحلة الثانوية حتى وجدت نفسي على أبواب كلية الآداب في جامعة دمشق- قسم اللغة العربية وأتخرج متفوّقاً، ثم انتسبت إلى الدراسات العليا في القسم، ثم عُيّنت معيداً، ثم أوفدت للحصول على درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها ، وهكذا استمرت المسيرة مع اللغة العربية.
وعن تدريسه لمادة ،،مهارات.. تواصل وتفاعل بالتسويق الإلكتروني.،، يقول د. جودت
بدأت علاقتي بمقرر مهارات التواصل والتفاعل بوصفها مادة جديدة على مناهج التعليم العالي في سورية إلى منتصف العقد الأول من هذا القرن حين كنت رئيساً لجامعة الوادي السورية الألمانية وأحد مؤسسيها وواضعي مناهجها، وقد جعلنا هذا المقرر متطلباً أساسياً لكل كليات الجامعة، ودرّسناه باللغتين الإنكليزية والعربية بوصفه متطلباً جامعياً، وهو مقرر مهم للغاية إذ يعلّم الطلبة أصول ومهارات التواصل والتفاعل مع الآخر كان من كان هذا الآخر، مع الطالب والأستاذ والعامل والتاجر والمثقف والسياسي ورجال الاقتصاد والجار والصديق وأفراد الأسرة وكل آخر تتعامل معه، وقد تضمن المنهاج الذي قمت بتدريسه في جامعة الوادي وجامعة البعث بحمص مجموعة من الموضوعات الأساسية يأتي في مقدمتها:
مفاهيم ومصطلحات أساسية: مفهوم الاتصال، وعمليته وأنواعه ومكوّناته ، الاتصال الفعال، ، مهارات التواصل الاجتماعي والمحادثة، الانتقال من حالة “الضيف” إلى حالة “المضيف، التواصل الإنساني، عملية الاستماع، تقوية العلاقة مع الطرف الآخر، التفاوض وإعادة التفاوض، تجنّب الأعمال العدائية، مشاركة الآخرين، فنون التواصل: – فن العتاب. – فن النجاح. – فن الاستماع – فن الحفظ والتوثيق… – مفهوم مهارات الإنصات وأنواعه وشروطه، كيفية تنمية مهاراته ، إرشادات في الإنصات…. مفهوم مهارة التحدث: ضروريات الحديث المؤثر، الشروط الأولية لإلقاء الحديث، التكنيكات الفعالة في التحدث، سمات المتحدث الجيد، إرشادات للمتحدث.. • الاتصال الشفوي: وينبع من هذا الاتصال قضيتان :استقبال اللغة واستعمالها، فهناك رجال تربية واقتصاد ومجتمع وفن وعلم وصحافة يتمتعون بهيبة كبيرة لدى الجمهور وهم يستطيعون أن يكونوا أكثر أثراً من غيرهم في الجمهور نتيجة لهذه الهيبة.: إن استقبال اللغة الشفوية يرجع من حيث القوة والضعف إلى عوامل المكان والموقف والرسالة والهيبة أو إليها جميعًا. ومهارة إدارة الوقت وتتضمن:
أهمية الوقت وخصائصه، مضيعات الوقت الشائعة،، لصوص الوقت، أدوات تنظيم الوقت وخطوات تخطيطه، مظاهر فوضى الوقت ،أسبابها وآثارها، فوائد تنظيم الوقت، وما يساعد عليه ، أو يعيقه ، خطوات تنظيم الوقت، كيف تستغل وقتك بفاعلية، الأجهزة الإلكترونية الموّفرة للوقت…وثمّة مجموعة مهارات أهمها:
-مهارة العرض والإلقاء وتتطلب: مقدمة، معرفة الحضور والموضوع جيداً، هيكل المحاضرة الجيدة، التعامل مع الأسئلة وغيرها.
-المهارات الحياتية: (المشاركة الوجدانية).
– مهارات التذكر 🙁 الترميز /الاستدعاء) .
-مهارات التنظيم :(المقارنة/التصنيف/الترتيب/العرض) .
-مهارات التكامل: ( التلخيص/ إعادة التركيب) .
-مهارات التقويم: ( تحديد المعايير)
– مهارة اتخاذ القرار وحل المشكلات: القيادة، فن التعامل.. مفتاح قلوب الناس! وغيرها.
وعن حالة النقد العربي المعاصر، وكتابه بهذا العنوان، يقول د. إبراهيم :”النقد يلازم الأدب في تطوره ونموه ويتراجع بتراجعه..إنّ حركة النقد الأدبي كحركة الحياة ليست ثابتة، والإبداع لا يحتاج من يوجه حركته، فهو يتوجه بفعل القدرة الذاتية وقوة التحريك الداخلية التي هي الصفة الأساسية للإبداع، وعرفت الساحة العربية حديثاً ظهور أدباء وأديبات وروائيين ونقاد ومترجمين ، احتلوا مكانة بارزة عربياً وعالمياً وأعمالهم تواكب الحداثة وتستشرف المستقبل.
إن الجامعات السورية والعربية التي أصبح عددها بالمئات تضج بأعداد كبيرة من الباحثين والدارسين والنقاد والأدباء والشعراء والمبدعين في كل ما يتصل بالأدب وفروعه وأنواعه وتاريخه ونقده ونظرياته، وهم يتابعون دراساتهم العليا في بلدان العالم المختلفة، ويطلعون على آداب تلك الشعوب وعلى أحدث النظريات الأدبية والنقدية وغيرها ليوظفوها في أبحاثهم، ما ولد عملية مثاقفة مع الآخر ظهرت آثارها جلية في الحركة الأدبية، وفي نشاط البحث العلمي الذي تقوم به الجامعات السورية عن طريق أعضاء الهيئة التدريسية وطلاب الدراسات العليا وغيرهم.
والنقد الأدبي كغيره من الأنشطة والمعارف تأثر بما يجري على الساحة السورية، وبما أصاب البلد بفعل الحرب الإرهابية عليه، وهو يتطلب علاقات مع الآداب والبلدان واللغات الأخرى ما جعله يتباطأ وربما يقف ساكناً في السنوات الأخيرة بسبب توقف الفعاليات والأنشطة والإمكانيات إلى حدٍّ بعيد.
وأمّا كتابي بعنوان ،، حالة النقد العربي المعاصر ،،، فهو بالمشاركة مع أستاذي البروفيسور المرحوم أبولون سيلاغادزة صدر عام 1989م عن دار نشر جامعة تبليسي الحكومية في جمهورية جورجيا، وهو يُدرّس ومرجع لطلاب قسم اللغة العربية في كلية الاستشراق في تلك الجامعة، ولي كتب أخرى في هذا المجال منها: التّناص والتّلاص في الشعر العربي الحديث والمعاصر 2015م – – الأدب الشعبي في وادي النضارة 2008م – أجمل ما في الوجود 2010م – اللغة العربية على مستوى النص 2008م وغير ذلك.
*ويذكر أن د. جودت إبراهيم تخرّج من جامعة دمشق عام 1979م، ثم حاز منها دبلوم الدراسات العليا، ونال الدكتوراه من جامعة تبليسي الحكومية 1990.
وقد أشرف على العديد من الرسائل العلمية (ماجستير، دكتوراه)، وحاز العديد من الجوائز وشهادات التقدير المكتسبة، وله مؤلفات ادبية عدة