Views: 4
تابعت يوم أمس الخميس البثَّ المباشِر لاحتفاليَّة مدينة حماة بيوم النصر بشغف بالغ، ومشاعر
فيَّاضة، فكنت أرسل لهم في التَّعليقات البيت والبيتين والثلاثة إلى أن اكتملت هذه القصيدة
بعنوان (يا نشوة النَّصر):
يا نشوةَ النَّصرِ دُومي في روابينا
لا تبرَحيها فإنَّ الهَجرَ يَكوينا
شابت مفارقُنا حتى برَقْتِ لنا
ما أجملَ الوصلَ بعد النَّأيِ يأتينا
كم زار طيفُكِ في الأحلامِ فانبجستْ
منه المُنى بكؤوسِ الحبِّ تسقينا
تحومُ مثلَ فراشاتٍ ملوَّنةٍ
حول الزُّهورِ تُهاديها النَّياشينا
والياسمينُ على الجُدرانِ مؤتلقٌ
يفوح بالعطر جذَّابًا فيُحيينا
كم ذا سَكِرنا وما سُكْرُ المُدامِ بنا
لكنَّها نبضةُ الآمالِ تغذونا
كنا ننام ونصحو لا أنيسَ لنا
ولا حديثَ سوى الأحداثِ تُردينا
في كلِّ صحوةِ يومٍ دمعةٌ سَدَلتْ
تحكي العذابَ المدلَّى في مآقينا
كم كان فينا من الأوجاع قاتلةً
كم كان فينا من الآلام تُشجينا
كم كان فينا من القهر المُمِضِّ صَدًى
قد كان يَعصِرنا عصرًا فيُشقينا
كنَّا نغالبُهُ طورا فنغلبُهُ
وكان يَغلِبنا طوْرًا فيَشوينا
يا نشوةَ النَّصرِ صُبِّي النُّسغَ في دمِنا
حتَّى تُروِّي من النُّسغِ الشَّرايينا
وأترِعيها من الأطيابِ ناشرةً
في كلِّ عِرْقٍ رياحينًا ونِسرينا
فهاهي الرَّايةُ الخضراءُ خافقة
قد زيَّنتْ موطن الأحرارِ تزيينا
“جرى وصفَّق يلقانا بها بردى”
يواكبُ الفرحةَ الكبرى بعاصِينا
فيستجيبُ له نبضُ الفراتِ به
هوًى يراوده قد كان مخزونا
يا نشوةَ النَّصرِ هذا يومُ فرحتِنا
وعُرْسُ بهجِتنا يُهدي الهَناهينا
هذا هو اليومُ قد عاد الشَّهيدُ به
إلى الحياةِ ليحيا هانئًا فينا
محمد عصام علُّوش
19/جمادى الآخرة/1446هـ ـ 20/كانون الأوَّل/2024