Views: 3
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية .
إهداء إلى اللغة العربية وكل محبيها..
⚘معشوقةٌ أهواها⚘
-قد عشتُ عُمري ما عشِقتُ سواها
وتدفَّقَتْ رُوحي تصوغُ رُؤاها
– مذ كنتُ ألهو في الطفولَةِ عشتُها
نغمًا يعانقُ مِسْمَعيَّ صداها
-وسَمِعْتُها تزهو بأجمَلِ حُلَّةٍ
قرآنِ ربي، بالبيانِ حباها
– يتلوهُ شيخٌ قد رَواني علْمُه
لُغَتي تعَهَّدَ في الصِبًا ورعَاها
– أُصغي لأسمعَ في الليالي صوتَه
يتلوهُ قُرآنًا يزيدُ عُلاها
***
– رحِمَ الإلهُ الشيخَ أحمدَ والدي
لولاهُ يومًا لمْ أَفُزْ برضاها
– مُذ كنت يافعةً، سقاني حُبَٓها
فحملتُ شعلتَها ،عشِقتُ ضِياها
– دلِّلتُها وسبَحُتُ في أمواجِها
وشربتُها، ونَعِمْتُ من ريّاها
***
– لغتي عشِقتُ فيا مشاعرُ هلِّلي
لاتسألوني كم أنا أهواها
١- رقَّتْ وأبدعَتِ الجمالَ حروفُها
وروَتْ فؤادي من نَميرِ رُواها
– فكتبتُها شعرًا وكنتُ صغيرةً
وغذوتُها حرفًا زَهَا تيَّاها
***
– أسماءُ أجملُ من تكلَّمَ، واحتوى
لغةً،وكُلَّ حنانِه أعطاها
– كانتْ مُعلِّمَتي رعاني حِضنُها
سَقَتِ الغراسَ وأحسَنَتْ مرعاها
– وتعهَّدتْ شِعري وكنت صبيَّةً
وبَراعِمي ما فتَّحَتْ لولاها
-تابعتُ دربي في الحياةِ أُجِلُّها
وأذوقُ من شهدِ الحروفِ جناها
***
– لغتي سميري بل نسيجُ هُويَّتي
وكطيبِ شَهدٍ في الجِنانِ جَناها
– لُغتي عُرِفْتُ بعِشقِها فتألَّقَتْ
منّي المشاعرُ بوحُها وتُقاها
– لغةٌ بها تسمو العقولُ وترتقي
تَعيا المعاجمُ عن بلوغِ مَداها
– لنْ يستطيعَ الشعرُ جنيَ كنوزِها
والنثرُ يلهثُ كي يَطالَ سماها
– هي دوحةٌ في ظِلِّها تحلو الرؤى
فيظلُّ يعبَقُ بالشذا معناها
– أصواتُها عزفٌ يَلَذُّ سماعُه
إنْ عاشقٌ أصغى لها وتلاها
– وتوافُقٌ في الجَرْسِ بينَ حُروفِها
إعرابُها أعطى الحروفَ بهاها
***
– أَجدَادُنا مَنْ أشْبَعُوها عِزَّةً
من فَيضِ مجدِهِمُ سَمَتْ تَتَباهى
– لم يهمِلوها بلْ تَسَابقَ سعيُهمْ
وبكلِّ فرعٍ في العلومِ سَقاها
– والحرفُ أَزْهَرَ في رياضِ ذَكائِهِم
نَقَلَ العُلومَ بِدِقَّةٍ وَحَواها
***
٢٥- لغةٌ تحدَّثَ عن خَصائصِها الأُلى
عَرَفُوا اللغاتِ وأدرَكوا مغزاها
– لا ينطَوِي موجُ الحُروفِ بنُطقِها
فَلَها شواطِئُ حدَّدَتْ أقصاها
– وبِحارُها أصدافُ دُرٍّ تزدَهي
بِلآلئٍ، كم نشتهي مرآها
– في كلِّ إبداعٍ تجلَّى سِحرُها
وعلى اللغاتِ بجَرسِها زكَّاها
– أصواتُها لاتحتوي مُتَنافِرًا
تختارُ من نَغَماتِها أصفاها
– تخْتالُ عُجْبًا في رداءِ رَشاقةٍ
ويُضيءُ أروِقَةَ الحديثِ سَناها
***
– واليوم -وا أسفاه- ضلَّتْ دربَها
إذ ضلَّ سعيُ الحاملين لِواها
– نَصرُوا عليها ألْسُنًا مُعوَجَّةً
وعنِ الفصاحَةِ كَمَّموا الأفواها
– ألغَوا من التعليمِ سَردَ حُروفِها
بقراءةٍ تُعطي الحُروفَ مداها
– واختلَّ ميزانُ التذَوُّقِ عندَهم
فحَشَوا مناهجَنا بما أعماها
– رسَمُوا على الجُدرانِ أحرفَ غيرِها
لحُروفِها طَمَسُوا، فلست تراها
-وإذا تراءَتْ مرّةً مكتوبةً
أخطاؤُهُمْ كم تستبيحُ دماها
– وإذا استفاقُوا مرَّةً من غَيِّهم
نَطقُوا الحروفَ فأخطأوا مجْراها
– فمُرقَّقٌ تَبدو بنُطقِهِ غِلظةٌ
ومُفخَّمٌ بمُيوعةٍ قد تاها
***
– عصَفَ البلاءُ، فهلْ لنا من عَودةٍ
لِرُبوعِها الغنَّاءِ ما أرقاها
– هي وَاحَتي وهي النعيمُ لمُهجتي
وبها ملكتُ مِنَ المحبَّةِ جاها
– مهما تَآمرتِ الخصومُ لوأْدِها
تَشْمخْ مُعزَّزةً تصونُ حِماها
– فاللهُ أَلْبَسَها الخلودَ بذكرِه
وَعْدًا عليه بحِفْظِها
أعطاها
✍بقلمي
شعر:
د.وجيهة السطل