Views: 6
من ذنوب الرياح
أبيات : صلاح جرار
لو كان في عصف الرياح فضيلة
ما مزقت للنازحين خياما
الجائعين الصابرين على الطوى
والحاصدين من الرياح حطاما
عصفت بهم ريح النوى فتفرقوا
قتلى وأسرى كلهم ويتامى
ظلمتهم الأيام ظلما فادحا
فكرهت من أفعالها الأياما
لا يعرفون إلى نجاة مسلكا
أو يملكون إلى البقاء زماما
ذاقوا مرارة عيشهم وزمانهم
وأحال عيشهم الزمان ظلاما
هي محنة حلت بغزة عندما
حل الفناء بدارها فأقاما
هي محنة الأحرار عز نظيرها
ومصيبة قد هزت الأحلاما
والعاتيات العاصفات تدافعت
حتى اصطفت قطع الظلام ندامى
وبنو العروبة سادرون بغيهم
وعيونهم عن ذلهم تتعامى
وبنو العروبة قد أدار ظهورهم
طمع فما رفعوا لذاك حساما
قد سلموا أذقانهم لعدوهم
حتى ينالوا بالركوع وساما
لو كان لوم المعتدين بكفهم
ما حملوا للمعتدين ملاما
نقموا على ضوء الصباح لأنه
نزع الصباح عن الوجوه لثاما
لو كان فيهم من يثور لعرضه
أو من يغار على البلاد لقاما
لو كان في بعض الرجال حمية
لم يستسيغوا راحة ومناما
والمسلمون وقد تفرق جمعهم
يحصون من قتلاهم الأرقاما
والمسلمون وقد أضاعوا دينهم
ما عدت أبصر فيهم الإسلاما
من كل بائع دينه وضميره
وعلى نعال المعتدين ترامى
دفنوا رؤوسهم برمل بلادهم
فتحولوا بين الرمال نعاما
لما استبان مع الصباح ضلالهم
لم يستطيعوا في الصباح كلاما
والمجرمون المعتدون تفننوا
في جرمهم وتناوبوا الإجراما
من ذا يقاتلهم ويأخذ ثأره
منهم إذا كان الجميع نياما
أسفي على قوم تبدد شملهم
كانوا على مر الزمان كراما
خاضوا الوغى وسلاحهم إيمانهم
كانت بهم أرض الحمى تتحامى
ما زال في اليمن العنيد ضراغم
جعلت ملاقاة العدو لزاما
من كل صاحب همة يمنية
ورث الإباء وعلم الإقداما
لو كنت أملك للرياح عنانها
أو كنت أمسك للسيول لجاما
لدفعتها نحو العدو تذيقه
موتا يطوف على البيوت زؤاما
يا ريح كوني في الأعادي نقمة
وعلى ديار الصابرين سلاما
عمان بتاريخ الخميس ٢ / ١ / ٢٠٢٥