Views: 6
🌹🌹إن كان للشعرِ بين الناسِ منزلةٌ
تهفو القلوبُ له دومًا وتنصاعُ
لا تعجبنَّ. إذا آنسْتَه يومًا
في النقدِ مؤتلقًا،فالنقدُ إبداع
🌹🌹
نقد الاستاذة الاديبه الشاعره ليلاس زرزور لديواني ملحمة وطن.
🌹🌹
شكرا للأديبة الشاعرة الناقدة بحب و تذوق وحسن اختيار الصديقة الغاليه ليلا س زرزور التي فاجأتني وقامت بحب بقراءة ديواني الأخير ((ملحمه وطن )) الذي طبعه ونشره مجانا مركز التجمع. العربي ومع ثلاثة عشر ديوانا أخر للشعراء الذين كتب كل منهم ثلاثين قصيدة فاكثر في القضيه الفلسطينية بمبادرة وطنية سامية من مدير المركز الاستاذ الشاعر
(( اسماعيل حسانين العمدة)) تحت عنوان فرسان القضيه وعرضها للبيع في معرض القاهرة الدولي للكتاب. وكان ريع مبيع الدواوين كلها موجها لغزة وأهلها الغر الميامين.كان الله في عونهم، ونصرهم نصرا مبينا.
🌹 🌹
مره اخرى شكرا لهذا الجهد الابداعي. وشكرا لقراءتك الراقيه للقصائد، وما بين الابيات ،وما وراء الابيات. ويسعدني ان يشاركني أصحابي قراءة هذا النقد الجميل الذي سيقرب لهم الديوان اذا لم يحصلوا عليه.
ملحوظة مهمة : الغاليه الحبيبه ليلاس زرزور تقيم في هولندا وقد أرسلت إليها نسخة ال pdf لتقرأها فقط. فكان منها هذا الجهد والابداع المفاجئ. فشكرا يا غاليه.
🌹🌹🌹
ديوان “ملحمة وطن”
للشاعرة الدكتورة وجيهة السطل
هو صوت نابض بالمقاومة، وحكاية مجد تسطّرها الحروف بحبر التضحية والصمود. تتجلى في قصائده روح الوطن، حيث تنسج الشاعرة مشاهد البطولة والفداء بأبيات تنبض بالإيمان العميق بعدالة القضية الفلسطينية.
من خلال هذا الديوان، نجد أنفسنا أمام صرخة شعرية تهزّ جدران الصمت، وترفع راية الحق في وجه الطغيان.
تجد كلماته نوافذ مفتوحة على الحنين والألم والأمل، حيث يمتزج عشق الأرض مع دموع الفقد، وتتوشّح الأبيات بعزيمة لا تعرف الانكسار.
“ملحمة وطن” ليست مجرد ديوان شعري، بل وثيقة أدبية تعيد تشكيل الذاكرة، وتنير دروب الكفاح بالكلمة الصادقة، فتجعل من الشعر سلاحًا، ومن الإبداع جسرًا يعبر بنا نحو الحرية.
يحمل ديوان “ملحمة وطن” للشاعرة الدكتورة وجيهة السطل نفسًا ملحميًا يتجاوز كونه مجموعة من القصائد، ليصبح وثيقة أدبية تسجّل المأساة الفلسطينية بصدق ورهافة حسّ، وتتجاوزها إلى تمثيل صوت المقاومة في أبهى صورها. فالشعر هنا ليس ترفًا لغويًا، بل أداة مواجهة، وصرخة احتجاج، وحالة وجدانية تتماهى مع الألم والأمل في آنٍ واحد.
يمتاز الديوان بأسلوب يجمع بين جزالة اللغة، وحدة الشعور، واتساع الرؤية، ليخلق لوحة متكاملة من الحنين للوطن، والتحدي للظلم، والتشبث بالهوية، مما يجعله ديوانًا يستحق أن يُقرأ قراءة متأنية، تأخذ في الاعتبار مستوياته الجمالية والموضوعية على حد سواء.
مزج بين الفخامة والعاطفة
تلجأ الدكتورة وجيهة السطل في ديوانها إلى لغة شعرية قوية مشبعة بالرموز، غنية بالإيحاءات، تستحضر القرآن الكريم، والموروث العربي، والصور التراثية، لتمنح قصائدها أبعادًا أعمق من مجرد التعبير عن الواقع السياسي والاجتماعي. فمثلاً، في إحدى القصائد نراها تقول:
_ “فلَسْطينُ أنتِ المُنى والوجودُ
وعَدْنا كثيرًا، فبئْسَ الوعودُ”
في هذا المقطع، نجد اللغة المكثفة والتوازي الموسيقي الذي يخلق إيقاعًا داخليًا يجعل الكلمات أكثر تأثيرًا. أما الصورة الشعرية فتأتي حسية ومجردة في آنٍ واحد، إذ تستحضر فلسطين ليس فقط كجغرافيا، بل كـحلم وهوية، لتصبح كينونة قائمة بذاتها تتجاوز مجرد المكان.
مزجت بين الموسيقى الداخلية والخارجية
حيث يعتمد الديوان على إيقاع متنوع بين البحور الخليلية والتفعيلات الحرة، مما يضفي على القصائد طابعًا دراميًا يناسب طبيعة المواضيع المطروحة.
إضافة إلى ذلك، نجد أن الموسيقى الداخلية تلعب دورًا مهمًا، حيث تعتمد على الجناس، التكرار، والطباق، مما يخلق إيقاعًا هادرًا يناسب الجو الحماسي للديوان. فمثلاً، عندما تقول:
_”هيهات أن يُمحى المجدُ أو يُسرقا
فالنورُ يبقى شعاعًا في الملتقى”
نجد أن التكرار الصوتي للحروف القوية مثل “القاف” و”الراء” يعزز الإيقاع النغمي ويمنح الأبيات وقعًا خطابيًا يناسب مضمونها الملحمي.
مزجت بين التاريخي والديني والأسطوري
فإحدى السمات البارزة في الديوان هي التناص العميق مع النصوص الدينية والتاريخية والأسطورية، حيث تستحضر الشاعرة آيات قرآنية، وأحداثًا من السيرة النبوية، وصورًا من التراث العربي، مما يمنح القصائد بعدًا دلاليًا أعمق.
في أكثر من موضع، نجد أن الديوان يستدعي شخصيات تاريخية ورموزًا مقاومة، مثل صلاح الدين الأيوبي، وعمر المختار، وحسن البنا، ليربط بين الماضي والحاضر، وكأن الشاعرة تؤكد أن النضال الفلسطيني ليس معزولًا عن التاريخ، بل هو امتداد لمعركة الحق ضد الباطل.
القضية الفلسطينية: محور الديوان وجوهره
يمكن القول إن “ملحمة وطن” هو ديوان ملتزم بالقضية الفلسطينية بكل أبعادها السياسية والإنسانية، حيث يتناول الاحتلال والتهجير والمقاومة بأسلوب يجمع بين الوجدان الثائر، والتاريخ، والواقع المعاش.
في إحدى قصائدها تقول الشاعرة:
_ “باقون فوق قلوبكم،
ونبقى حارِسَ الأَرْضِ الأَمينا”
هنا، نجد إصرارًا على الثبات والتحدي، حيث تتحول الكلمات إلى سلاح معنوي يوازي الحجارة والبنادق في المقاومة. كما أن الشاعرة تستخدم أسلوب التكرار والتوكيد لتجعل المعنى أكثر رسوخًا في ذهن القارئ.
يُلاحظ أن المرأة الفلسطينية لم تكن مجرد متفرجة في الديوان، بل كانت أم الشهيد، وزوجة المقاوم، وأخت المعتقل، والصوت الذي يصرخ رغم القهر. ومع ذلك، فإن حضورها يأتي في الظل، حيث لا تتناول الشاعرة قضاياها بشكل مباشر، بل عبر أدوارها التقليدية في معركة الصمود.
هذا الطابع التقليدي لحضور المرأة قد يُعتبر نقطة ضعف من حيث غياب المنظور النسوي المستقل، لكنه في الوقت ذاته يتماشى مع روح الديوان التي تصوّر الشعب الفلسطيني ككل، لا كأفراد منفصلين.
يمزج الديوان بين الوجدان العاطفي والرؤية السياسية بشكل يخلق توازنًا بين التعبير الذاتي عن المشاعر الوطنية، وبين الخطاب الحماسي الذي يعبّر عن الجماعة. نجد ذلك واضحًا في الانتقال السلس بين الرومانسية الوطنية، والخطابية الثورية، والسرد التاريخي، مما يجعل الديوان غنيًا بالتنوع الأسلوبي والدلالي.
مثلاً، حين تتحدث الشاعرة عن العودة إلى فلسطين، نجد أنها تجمع بين اللغة الحالمة والصورة الواقعية، مما يمنح النص بعدًا دراميًا يثير التأثر:
_ “اأعيدوني إلى بيتي
إلى أَشجارِ زيتوني
إلى رمّانِ قريتنا”
هنا، تتحول العودة إلى حلم يتكرر كأنشودة حزينة، مما يعكس التوتر بين الأمل واليأس، وبين الحنين والواقع القاسي.
تميز الديوان :
1. اللغة القوية المتماسكة التي تجمع بين الفصاحة والتعبير العاطفي العميق.
2. التنويع في الأساليب الشعرية بين العمودي والتفعيلة، مما يمنح الديوان طابعًا ديناميكيًا.
3. التناص الغني الذي يجعل النصوص متداخلة مع السياقات الدينية والتاريخية، مما يعمّق دلالاتها.
4. الالتزام بقضية واضحة يجعل الديوان نموذجًا للشعر الملتزم الذي لا ينفصل عن الواقع السياسي.
ديوان جدير بالقراءة والتأمل
يعد “ملحمة وطن” وثيقة أدبية تاريخية تلتقط روح الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر. بأسلوبها القوي والعاطفي، استطاعت الدكتورة وجيهة السطل أن تصنع قصيدة تمتد كصرخة في وجه الظلم، تجعل من الشعر ذاكرة حيّة للنضال الفلسطيني، وترسم صورة مقاومة لا تنكسر.
إنه ديوان يستحق أن يُقرأ أكثر من مرة، لا لفهم معانيه فقط، بل للعيش في أجوائه الملحمية، واستلهام القوة من كلماته التي تنبض بالحياة والتحدي.
ليلاس زرزور