Views: 5
حوارية أمام الجامع
…
شعر : د. جمال مرسي
…
حُـيِّـيِتِ يـا بـَدرًا مـشى فـوقَ الـثَّرى
وسَـقَـاكِ ربُّــكِ فــي الـجِنانِ الـكَوْثَرا
مَــالـِـي أراكِ أَيـَـــا اْبـنـَتِـي مـَلـهُـوفَةً
تـَجـرِي دُمُـوعُكِ فـوقَ خَـدِّكِ أنـهُرا؟
حَـــيَّـــاكَ يـــــا عَـــمَّــاهُ رَبٌّ عَـــالـِـمٌ
بــالــحَـالِ ، دبَّــــرَ لـلـعـبـادِ وســيَّــرا
هَــــلَّا مَــنَـحـتَ صَــغـيـرةً مـقـهـورةً
مِـــمَّــا حَــبــاكَ اللهُ لـِـــي أو يــسَّــرا
بِاللهِ قُـولـِي أَيــنَ أهـلُـكِ يــا اْبـنـَتي
تَرَكوكِ وَحدَكِ تَحتَ أضرَاسِ الوَرَى؟
هــــذا يُــشِـيحُ بـوجهِـهِ عَـن طـفـلـةً
كـالـغـصـنِ داعَــبَـهُ الـربـيـعُ فـأثـمـرا
ويَـمُــــرُّ آخَــرُ عَــابِـسًــا مُـتَـجَـهِّـمــا
خَفَّــاقُــهُ تَـحــتَ الضُّــلُـوعِ تَحَـجَّـرا
أأبـــوكِ مـــن صــخـرٍ لـيـتركَ زهــرةً
تَزوِي ، ويَنأى عن أُمـــورِكِ مُـدبـــرا؟
وأخــوكِ هــل يـرضـى إذا أخــتٌ لـهُ
وقــفَـتْ لـتـسـألَ عــابـرًا مُـسـتـكبرا
والأُمُّ ، أيــن الأُم يــا بـنـتَ الـضـحى
ويـحـي عـلـى أُسَــرٍ مُـفـكَّكةِ الـعُـرَى
باللهِ لا تَــظــلـمْ ، فـــإنَّــكَ ســـيِّــدي
مـا كـنتَ تـعلمُ بـالظروفِ ومـا جَرى
بــالأمــس كُــنَّــا بـالـنَّـعـيمِ نـعـيـشـهُ
لــكــن قــضــى ربُّ الـعـبـاد وقـــدَّرا
مــات الــذي قـد كـان مـصدرَ رزقِـنا
وأخـي ، فـما لـي مـن أخٍ كـي أذكـرا
والأُمُّ فــــوقَ ســريـرهـا مـحـمـومـةً
قــد هـدَّهـا الــداءُ الـعُـضالُ فـكـسَّرا
فـخـرجت أســأل درهـمًـا أو عَـشْـرةً
وغدوتُ في ثـوبِ الضَّياعِ كـمـا ترى
فـمـنـحـتها مــمــا حـبـانـي خـالـقـي
ومـضـيـت إذ كـــان الــمـؤذن كــبَّـرا
وعـجبتُ مـن نـفسي و سوءِ ظنونها
بـالـنـاس، فـــازداد الــفـؤاد تـحـسـرا
وســألــت مــــن ذا لـلـيـتيم يـضـمـهُ
فـعـسـاه يـنـهـل “بـالـكـفالة” كــوثـرا
……..