Views: 5
في يوم المرأة العالمي أستحضر النموذج الأبرز والأبهى للمرأة المسلمة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها ….
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضى الله عنها وأرضاها
شعر : سعيد يعقوب
عَلَى شَفَتَيَّ كَرْمٌ مِنْ أَغَاني // وَفِي عَيْنَيَّ بَحْرٌ مِنْ حَنَانِ
وَمِلْءُ دَمِي عَبِيرٌ مِنْ قَوَافٍ // مُهَدَّلَةٍ بِمُخْتَلَفِ المَجَاني
يَفِيضُ الحُبُّ مِنْ قَلْبِي وَيَطْغَى // وَيَمْلَأُ نُورُ بَهْجَتِهِ كِيَاني
وَيَغْشَانِي الغِيَابُ فَلَا حُضُورٌ // هُنَاكَ وَقَدْ عَرَانِي مَا عَرَاني
وَيُثْبِتُنِي الحُضُورُ وَلَا غِيَابٌ // فَيَا لِي مِنْ فَتَىً قَاصٍ وَدَانِ
وَيَحْمِلُنِي الخَيَالُ عَلَى جَنَاحٍ // وَيُطْلِقُ فِي مَدَى الرُّؤْيَا افْتِتَاني
وَيَأْخُذُنِي إِلَى أَغْلَى مَكَانٍ // وَيَحْمِلُنِي إِلَى أَنْقَى زَمَانِ
لِمَكَّةَ وَهْيَ فِي جِيدِ الَّليَالِي // كَعِقْدِ الدُّرِّ فِي جِيدِ الغَوَاني
وَقَدْ نَامَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ عَنْهَا //وَنَالَتْ مَا تَشَاءُ مِنَ الأَمَاني
تِجَارَتُهَا تَرُودُ الشَّامَ صَيْفًا // فَتَرْجِعُ بِالجَوَاهِرِ وَالجُمَانِ
وَإِنْ حَلَّ الشِّتَاءُ مَضَتْ جَنُوبًا // وَطِيبُ الفَأْلِ فِي الرُّكْنِ اليَمَاني
وَمَالُ خَدِيجَةٍ يَرْجُو أَمِينًا // وَمَا لِمُحَمَّدٍ فِي النَّاسِ ثَانِ
فَكَانَ عَلَيْهِ أَحْرَصَ مِنْ حَرِيصٍ // وَمَا مِثْلُ الأَمَانَةِ مِنْ ضَمَانِ
فَنَالَ مَكَانَةً فِي القَلْبِ مِنْهَا // يَكَادُ يَغَارُ مِنْهَا النَّيِّرَانِ
بِهِ اقْتَرَنَتْ وَقَدْ رَضِيَتْهُ زَوْجًا // وَكَمْ هَنِئَتْ بِذَلِكَ الاقْتِرَانِ
وَعَمَّ البِشْرُ مَكَّةَ حِينَ أَزْجَتْ // إِلَى القَمَرَيْنِ بَاقَاتِ التَّهَاني
وَأَشْرَقَ مِنْهُمَا بِالجَفْنِ حُلْمٌ // وَفِي أُفُقِ المَسَرَّةِ فَرْقَدَانِ
فَمَنْ كَمُحَمَّدٍ حَسَبًا وَنُبْلًا // وَمَنْ كَخَدِيجَةَ الطُّهْرِ الحَصَانِ
ذَكَرْتُ مُحَمَّدًا فَسَرَى أَرِيجٌ // تَعَطَّرَ مِنْ نَوَافِحِهِ لِسَاني
وَبَيْتُ الطُّهْرِ يَغْفُو فِي سَلَامٍ // يُظَلِّلُ أَهْلَهُ ظِلُّ الأَمَان
كَأَنَّ البَيْتَ مِنْ شَرَفٍ ثُرَيَّا // يُشَارُ إِلَى عُلَاهَا بِالبَنَانِ
تَزِينُ سَمَاءَهُ الأَبْنَاءُ مِنْهَا // فَيَدْفُقُ بِشْرُهُ طَلْقَ العِنَانِ
وَيَمْلَؤُهُ الصَّفَاءُ مِنِ اعْتِدَالٍ // وَيَعْمُرُهُ النَّقَاءُ مِنِ اتِّزَانِ
وَقَلْبُ مُحَمَّدٍ أَشْذَاءُ رَوْضٍ // تَهُبُّ عَلَى الجَمِيعِ بِكُلِّ آنِ
وَيَغْمُرُهُ الرِّضَا عَنْهَا وَعَنْهُمْ // بِمَا عَهِدُوهُ فِيهِ مِنَ الَّليَانِ
وَزَيْدٌ وَمْضَةٌ فِيْ البَيْتِ شَعَّتْ // لَهَا يَرْنُو مِنَ الأَمْجَادِ رَانِ
أَتَى ذِكْرُ اسْمِهِ بِالآيِ وَحْيًا // وَمُؤْتَةُ عَنْهُ أَفْصَحُ تُرْجُمَانِ
خَدِيجَةُ زَهْرَةٌ فِي الرَّوْضِ تَشْذُو // بِأَزْكَى مَا تَسَامَى مِنْ مَعَانِ
أَحَاطَتْ زَوْجَهَا كَرَمًا وَبِرًّا // وَكَمْ تَحْنُو عَلَيْهِ لَهَا يَدَانِ
فَتَجْلُو بِالدَّمَاثَةِ عَنْهُ حُزْنًا // وَتَكْشِفُ بِالبَشَاشَةِ مَا يُعَاني
وَكَانَتْ لَيْلَةٌ فِي الغَارِ مِنْهَا // بِنُورِ الوَحْيِ ضَاءَ الخَافِقَانِ
أَتَى جِبْرِيلُ يَحْمِلُ خَيْرَ بُشْرَىً // لِأَحْمَدَ وَهْيَ مُعْجِزَةُ البَيَانِ
فَعَادَ لِبَيْتِهِ فَزِعًا وَلَكِنْ // حَنَا مِنْهَا عَلَيْهِ خَيْرُ حَانِ
وَشَدَّتْ أَزْرَهُ وَاسْتَقْبَلَتْهُ// بِعَزْمٍ فِي الشَّدَائِدِ غَيْرِ وَانِ
كَأَنَّ حُرُوفَهَا فِي مَسْمَعَيْهِ // شَذَا يَفْغُو لِزَهْرَةِ بَيْلَسَانِ
فَإِنَّ اللهَ لَيْسَ يُضِيعُ عَفًّا // نَقِيَّ الثَّوْبِ وَالفَمِ وَالجَنَانِ
أَمِينًا وَاصِلًا لِلرَّحْمِ يَسْعَى // لِغَوْثِ مُرَوَّعٍ أَوْ فَكِّ عَانِ
سَخِيَّ الكَفِّ يُكْرِمُ كُلَّ ضَيْفٍ // يُلِمُّ بِهِ بِوَافِرَةِ الجِفَانِ
وَمَا هُوَ بِالمُرَائِي وَالمُدَاجِي // وَمَا هُوَ بِالبَخِيلِ وَلَا الجَبَانِ
تَجَسَّدَ فِيهِ مَعْنَى كُلِّ طُهْرٍ // وَكُلِّ شَمَائِلِ النُبْلِ الحِسَانِ
نَدِيُّ حُرُوفِهَا يَنْهَلُّ بَرْدًا // مِنَ القَلْبِ المُعِينِ عَلَى المُعَانِ
وَقَالَتْ قُمْ وَبَلِّغْ نُورَ وَحْيٍ // مِنَ القُرْآنِ وَالسَّبْعِ المَثَاني
أَنَا أُولَى النِّسَاءِ بِصَفِّ زَوْجِي // وَقَفْتُ وَمَا عَرَا عَزْمِي تَوَانِ
وَأَوَّلُ مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى // وَقَامَا يَرْكَعَانِ وَيَسْجُدَانِ
مَوَاقِفُ خَالِدَاتٌ لَيْسَ تَبْلَى // كَسَتْهَا عِزَّةً وَعُلُوَّ شَانِ
وَحَسْبُ خَدِيجَةٍ شَرَفًا وَنُبْلًا // تَفَانٍ جَازَ مَرْتَبَةَ التَّفَاني
وَكَمْ حَمَلَتْ لَهُ فِي الغَارِ زَادًا // عَلَى عِظَمِ المَشَقَّةِ لِلْمَكَانِ
وَكَمْ شَهِدَ النَّبِيُّ لَهَا بِفَضْلٍ // وَكَمْ عَنْهَا تَحَدَّثَ بِامْتِنَانِ
وَبَشَّرَهَا النَّبِيُّ بِأَنَّ بَيْتًا // لَهَا بِجِوَارِهِ أَعْلَى الجِنَانِ
عَلَيْهَا تَاجُ دُرٍّ مِنْ جَلَالٍ // تَأَلَّقَ بِالمُكَرَّمَةِ الرَّزَانِ
فَمَا بَيْنَ النِّسَاءِ لَهَا مَثِيلٌ // يُقَارِبُهَا مَكَانًا أَوْ يُدَاني
وَلَمْ يَحْزَنْ نَبِيُّ اللهِ يَوْمًا // عَلَى شَيْءٍ مِنَ الأَشْيَاءِ فَانِ
كَيَوْمِ وَدَاعِهَا فِيْ عَام ِ حُزْنٍ // ثَقِيلِ الظِّلِّ دَاجِي الطَّيْلَسَانِ
وَلَيْسَ أَشَدَّ مِنْ فَقْدِ الغَوَالِي // عَلَى الإِنْسَانِ فِي كُرَبِ الزَّمَانِ
وَظَلَّ لِذِكْرِهَا أَوْفَى وَفِيٍّ // يُرَدِّدُهُ وَدَمْعُ الطَّرْفِ قَانِ
فَأُمُّ المُؤْمِنِينَ شُعَاعُ نُورٍ // غَشَانِي مِنْ سَنَاهُ مَا غَشَاني
وَلَوْ أَنِّي نَثَرْتُ الدُّرَّ شِعْرًا // لَقَلَّ بِحَقِّهَا وَلَمَا كَفَاني
عَلَيْهَا دَائِمًا أَزْكَى سَلَام ٍ// عَلَى مَرِّ الدَّقَائِقِ وَالثَّوَاني
************************************************