Views: 3
رسمتُ لوحةً
—
رسمتُ لوحةً لها فاقرأْ
أزمنةً مِنْ جوفِها تبدأْ
في صوتِها لا نغمةٌ تنتهي
ولا نجومُها بها تُطفَأْ
ولا روابي زهوِها تختفي
ولا ثيابُ صحوِها تهرأْ
ترضعُ أثداءَ رؤًى تُشتهى
وبالّذي يطعنُها تهزأْ
ليس يُشَلُّ خطوُها باللّظى
والشّوكِ والحيّاتِ لا تعبأْ
تشاركُ الألوانَ ألوانَها
كالتّبرِ فيها الحُسْنُ لا يصدأْ
شاربةً نبيذَ أفراحِها
شبعانةً تحيا ولا تظمأْ
تُفتِّحُ البابَ على قادمٍ
مِنْ كلِّ قُبْحٍ ودجًى يبرأْ
وإنّها أزمنةٌ حُرّةٌ
فيها جراحُ الأمسِ لا تُنكَأْ
تغفو على أَسِرّةٍ ناعمٌ
فِراشُها في حضنِها تهنأْ
وإنْ غزاها واقعٌ موحشٌ
مضت إلى أحلامِها تلجأْ
راكبةً في بحرِها قاربًا
في سعيهِ للكشفِ ما أبطأْ
أزمنةٌ تبقى أساطيرُها
تُروى وكالأمواجِ لا تهدأْ
يُصغى لإيقاعاتِها كلِّها
رنّانةً أسماعَنا تملأْ
—
القس جوزيف إيليا
٨ / ٣ / ٢٠٢٥