Views: 4
مع السلامةِ يا نصفي الذي رحلا وخلَّــفَ القلـــبَ بالأحـزان مشـتعلا
قالوا تجلّـدْ ولُذْ بالصّـبرِ معتصماً قلتُ الذي في فؤادي يصدعُ الجَبَلا
قالوا استعذْ بالذي بالموتِ يقهرُنا وكــلّ حيٍّ على أحكـــامهِ نَـــــزلا
فما الحياةُ لمن يدري سوى سفرٍ بلا رجــوعٍ وعيـشٍ يورثُ العِـللا
تغثرّنا بالأمـاني وهْي خـــادعةٌ لمنتهــاها ومــا أشــقى الذي غفـلا
هذا يمــوتُ وهذا العيشُ يشْغلُهُ عمّــَن يمـــوتُ فتـــبّاً للذي شــــغلا
ما لي ارى الناس للدنيا قد انتصروا حتى نسوا غدرها ةاستعذبوا الأملا
وكل يومٍ لهم في الموتِ موعظةُ في من مضى قبلهمْ لا تقبلُ الجدلا
هم يعلمون وينسون الذي علموا أمّا الحيــاةُ فكــم تغــري الذي جهلا
ويعملــون بلا عِلْمٍ بذكّـــــرهمْ وطــائرُ الموتِ يلهـــو حولـهمْ جذلا
يسعى إلينا ونسعى خلفه أبدا من الولادة حــتى نبـــلغ الأجـــــــلا
كم في القبور عظاتٌ ليس يفقهها َ من مرّ عنها ولـم يخــشعْ لهـا عَجِلا