Views: 3
عتبات مائية
لأنكِ الماءُ! لا صحراءَ ترهقُني
ولا أخافُ على خيلي
من الغرقِ
لأنكِ الصبحُ
لا أخشى عليَّ
مساءً
قد يباغتني بالسهد
والأرقِ
لأنّكِ الأمنياتُ
الغافياتُ على صدري!
نذرتُ إليكِ الصومَ عن ورقي
لأنّك الشعرُ!
تختالُ الحروفُ إذا
سمّيتُ باسمكِ أو أسرفتُ
في نزقي
فمذ عزفتُكِ
للأشواق أغنيةً
والحرفُ يعدو بثوبٍ
غيرِ منخرقِ
خذي القصائد!
ضميها إليك كما
تضمّ أُمٌّ
يدَ الأطفال
في الطرق
وكلّ صبحٍ
أعيذيها من الحاقدين
الحاسدين،
بربّ الناس والفلق
لأنّ ما ليس يكفي أن يُقالَ
يُرى
فلا يغرّكِ
همسُ النجمِ للشَفَقِ
لا يمنعُ الشمسَ
أن تأتي بموعدها
غيمُ الشتاء
ولو أمعنتُ في قلقي
ولا يحولُ النوى
دون اقترافك في
شعري قلائدَ من بوحٍ
ومن نسقِ
ومُذ لمحتُكِ في أعتاب قافيتي
والشعرُ يقتنص المعنى من الألقِ
ناديتِهِ فتولّى عنكِ في وجلٍ
وعاد يرجف كالمقرورِ
من فَرَقِ
ولاذ بالظلّ
لا يلوي على أحدٍ
يئنُّ من وجدِهِ
أنّاتِ محترِقِ
يصوغُ عينيكِ آياتٍ مرتّلةً
في سجدَة الشوق
أو في ركعةِ الشّبَقِ
لأنك الياسمين!
احتار فيكِ عبيرُ الزهر
يرشفُ من عطرٍ
ومن عبَقِ
لأنني في دروب الشعر محضُ فتًى
غافٍ على دكّةِ المعنى ولم أفِقِ
أحبو على عتبات الحرف
ليس يسدُّ
ما أعاقره
في البوح
من رمقِ
آوي إلى مائِكِ العالي
ليعصمني
من موج عينيك
إن أُوشكْ
على الغرقِ
حسن جلنبو
أبوظبي