Views: 3
ماإن صدر الإعلان الدُّستوريُّ في دمشق حتى ظهرت أصداؤه بالتَّعبير عن الفرح والسُّرور والحبور في جميع المدن السُّوريَّة،
وعبَّر السُّوريُّون عن سعادتهم بهذا الإعلان الذي حدَّد المرحلة الانتقالية لمدَّة خمس سنوات قادمة، آملين أن يسود فيها العدل
والإنصاف في جميع أنحاء البلاد، فكانت هذه الأبيات:
عبَّرْتَ عنَّا أيُّها الدُّستورُ
فكأنَّكَ الرَّيْحانُ والمَنثورُ
صُنتَ الكرامةَ بعد طول ترَقُّبٍ
كالصُّبحِ غِبَّ اللَّيْلِ فيه النُّورُ
طال انتظارُكَ من دهورٍ عاقرتْ
ظلْمًا وكان بطَيِّها المَحظورُ
قد مارسوا طغيانَهمْ وشرورَهُمْ
بل لم يكن في عهدهمْ دُستورُ
كمْ عربَدوا باسْمِ النِّظامِ وأسرفوا
كمْ كان فيهِمْ خِسَّةٌ وفجورُ
وتسلُّطٌ وتخبُّطٌ وتعجرُفٌ
وتفرُّدٌ وتنطُّعٌ وغرورُ
حتى صدرتَ وفيكَ كلُّ رجائِنا
فبدا السُّرورُ وصفَّقَ الجمهورُ
وعلَتْ زغاريدُ النِّساءِ بهيَّةً
ما خانها في جَرسِها التَّعبيرُ
فلأنْتَ مِنحةُ ثورةٍ خلَّاقةٍ
سمَقتْ وكان يحوطُها التَّكبيرُ
نسجَتْ من النَّصرِ المؤزَّرِ بُردةً
لمَّا انجلى بسيوفِها الدَّيْجورُ
هي ثورةٌ قد صالحتْ تاريخَها
من بعدِ ما ساد الرُّؤى التَّزويرُ
هي ثورةٌ للعدلِ والإنصافِ في
وطنٍ له في المَكْرُماتِ جذورُ
هي ثورةٌ تبني وتُنشِئ أنفسًا
ترنو إلى العلياءِ وهي تسيرُ
لا فرْقَ بين مُواطنٍ ومُواطنٍ
فجميعُهُمْ بالاِحترامِ جَديرُ
لا طائفيَّةَ لا تشعُّبَ بينهمْ
يحدوهمُ نحو البناءِ مصيرُ
هذي هي الشَّامُ العريقةُ موطنٌ
سيدوم فيه الحبُّ والتَّقديرُ
ويرفرفُ الخفَّاقُ فوْق ربوعهِ
ويَعمُّهُ في العالَمين حبورُ
محمد عصام علُّوش
14/رمضان/1446هـ 14/آذار/2025م