Views: 4
أتى هدهدٌ في النيلِ بالأمسِ بشّرا
براقٌ بجُنحِ الليلِ للشّامِ قد سرى
لمَمْتُ انسكابَ العطرِ ينساب دافقًا
تداري الكفوفُ الكأسَ أنْ تتكسّرا
مضَتْ في الدّروبِ الحُمرِ خمسونَ غصّةً
بها ما تندّى العمر مسكًا وعنبَرا
مَنحْنَا السنينَ السودَ دمعًا ولهفةً
وضاقَتْ بنا الأصقاعُ واستاءَتِ الورى
وربَّوا بنا الأجيالَ حتى تأدّبوا
وعادَتْ بنا الأيامُ دهرًا إلى الورا
نناغي دويَّ الرّعدِ حتّى نُضيئَهُ
ونخشى نجومَ الحلْمِ أنْ تتأخّرا
ويعتادُنا التّرحالُ في كلّ بقعةٍ
فإنْ نألف التّربيعَ يومًا تدوّرا
تدور بنا الأيام لاتحصِ سبعةً
على لوعةِ المحروقِ حينَ تصبّرا
توالتْ بنا الأخبارُ نقتاتُ وِرْدها
وفي معطف اللذات وغدٌ تنمّرا
وعاشقةٌ بالشّوقِ تقتاتُ صمتها
تموسَقَ فيها العشقُ حتى تَبَلْوَرا
ومن فتنةِ الأشياءِ ماسالَ ريقُها
لتغرزَ في الأصلابِ بالوجدِ خِنجرا
توحّدْتُ بعد الشّام والقومُ عُصبةٌ
وعادوا إلى يعقوبَ يروونَ ماجرى
وبي تلْهبُ الآهاتُ يحتارُ صبرُها
أناغي وريدَ الصمتِ حتى تخدَّرا
بلادي وعينُ البدرِ في كلّ ليلةٍ
تداري افتتانَ الشمسِ عن أعين الورى
وما آهةٌ في الصدرِ إلّا ارتعاشة
تواري العيونَ الخضرَ عن فتنةِ الثرى
وكم أنّةٍ في الثّغرِ تجترّ قهرَها
إذا المرُّ في الفنجانِ قد باتَ سكَّرا
بلادي انتظار الحلم في كلّ لهفة
تنادي وسفر النصر صلى وكبّرا
…
ناهد