Views: 6
كلّ عام ومشاعل النور تملأ الكون ، فتبدِّد ظلام الجهل ،وتسهم في بناء الإنسان ؛ حاملة رسالة الأنبياء .. علمًا وخلقًا وتربية
كلّ عام والمعلم ، يغرس في الأجيال معرفةً و قيمًا ومبادئ ، ليكون حصادنا خيرًا وبناءً للوطن والإنسان.. كل عام ورفاق الكفاح على طريق التعليم بالف خير ..
حكايتي مع التعليم
يا ويحَ نفسيَ ما أبقيتُ في كأسي ؟
وَكم تَجَرَّعتُ مِنْ سعدٍ ومِنْ نحسِ
مسيرةُ العمرِ تدنو من نهايتِها
والصَّمتُ يحملُ لي ذكرى مٍنَ الأمسِ
تضُجُّ في مسمعي أصواتُ هَمْهَمَةٍ
رقيقةٌ ، عذبةٌ ، عَفْوِيَّةُ الجَرْسِ
أيَّامَ كنتُ أعيشُ العمر في دعَةٍ
لايُسعِدُ القلبَ إلَّا مُتعةُ الغرسِ
حيثُ الغِراسُ نفوسٌ غَضَّةٌ ظمأى
لِكُلِّ مُسْتَطْرَفٍ حُلْوٍ مِنَ الدَّرسِ
سَقَيتُها الشِّعرَ شهدًا سائِغًا عذبًا
مِزاجُه لغةٌ تسمو على الشَّمسِ
غذوتُها بِخِصالٍ لا يُطاوِلهاُ
نجمُ السَّماءِ ، تُضيءُ النُّورَ في الغَلسِ
الخلقُ والعلمُ كانا غايتي السُّميا
فبالخطوبِ هما أجدى مِنَ التِّرسِ
في أربعينَ مِنَ الأعوامِ ما عَرفَت
نفسي المَلالةَ ، ما استسلمتُ لليأسِ
عِشتُ الأمومةَ في قلبي وفي روحي
أمضيتُها بينهم فيضًأ مِنَ الأُنسِ
ففي النهار اُرى كالنَّحلِ دائبةً
أرنو إلى غدهم يرقى له حدسي
والليلُ كم ساهرت عينايَ انجمَهُ
تطيبُ لي صحبةُ الاقلامِ والطِّرس
واليومَ نجني ثِمارَ الغَرسِ دانيةً
لِيمضيَ القومُ من نصرٍ إلى عُرسِ
مِنْ مُبدِعين مضَوا في رفعِ نهضَتِنا
على ركائزَ مِنْ علمٍ ومِن درسِ
هوَ المُعَلِّمُ يسعى نورُه أبدًا
لِيُنقِذَ النَّاسَ مِنْ ظُلمٍ و مِنْ بُؤسِ
يُبَدِّدُ الجهلَ والظَّلماءَ في وطني
ويرفعُ الرَّايةَ الفُضلى إلى الشَّمسِ
لا تتركوهُ وحيدًا في معارِكِهِ
كونوا لهُ سَنَدًا في الجدِّ والبَأسِ
وكرِّموهُ ففي تكريمِهِ أملٌ
لِأُمَّةٍ لا ترى في الحقِّ من لَبسِ
– عزيزة طرابلسي –